أما المقدمة الأخرى فهي الاستثنائية [1] أي : المشتملة على أداة الاستثناء التي من أجلها سمي القياس استثنائيا . والاستثنائية يستثنى فيها أحد طرفي الشرطية أو نقيضه لينتج الطرف الآخر أو نقيضه ، على ما سيأتي تفصيله . تقسيمه : وهذه الشرطية قد تكون متصلة وقد تكون منفصلة ، وبحسبها ينقسم هذا القياس إلى الاتصالي والانفصالي . شروطه [2] : ويشترط في هذا القياس ثلاثة أمور : 1 - كلية إحدى المقدمتين ، فلا ينتج من جزئيتين . 2 - ألا تكون الشرطية اتفاقية . 3 - إيجاب الشرطية . ومعنى هذا الشرط في المتصلة خاصة [3] أن السالبة تحول إلى موجبة لازمة لها ، فتوضع مكانها . ولكل من القسمين المتقدمين حكم في الإنتاج ، ونحن نذكرهما بالتفصيل :
[1] حملية كما سيأتي مثاله ، أو شرطية ، وذلك إذا كانت المقدمة الشرطية في القياس مركبة من شرطيتين أو شرطية وحملية واستثنيت الشرطية ، مثال الأول قولنا : إن كان كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ، فكلما كان الليل موجودا فالشمس غاربة ، لكنه كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ، ينتج : فكلما كان الليل موجودا فالشمس غاربة . ومثال الثاني : هو هذا المثال مع تبديل تالي الشرطية الأولى بقولنا : فوجود النهار لازم لطلوع الشمس . [2] راجع شرح الشمسية : ص 163 ، وشرح المطالع : ص 329 ، والقواعد الجلية : ص 383 ، والجوهر النضيد : ص 151 ، وأساس الإقتباس : ص 289 . [3] وأما المنفصلة فليس لها نقض محمول . كما ليس لها عكس ، لعدم الترتيب الطبيعي بين طرفيها فتأمل .