محمولا في الكبرى والنتيجة معا ولكن الأصغر يختلف وضعه ، فإنه محمول في الصغرى موضوع في النتيجة . ومن هنا كان هذا الشكل بعيدا عن مقتضى الطبع وأبعد من الشكل الثاني [1] لأن الاختلاف هنا في موضوع النتيجة الذي هو أقرب إلى الذهن ، وكان الاختلاف في الثاني في محمولها . ولأجل أن الأكبر فيه متحد الوضع في الكبرى والنتيجة - كالشكل الأول - كان أقرب من الرابع . شروطه [2] : لهذا الشكل شرطان أيضا : إيجاب الصغرى ، وكلية إحدى المقدمتين . أما الأول : فلأنه لو كانت الصغرى سالبة فلا نعلم حال الأكبر المحمول [3] على الأوسط بالسلب أو الإيجاب ، أيلاقي الأصغر الخارج عن الأوسط أو يفارقه ؟ لأنه لو كانت الكبرى موجبة فإن الأوسط يباين الأصغر ويلاقي الأكبر ، وشئ واحد قد يلاقي ويباين شيئين متلاقيين أو شيئين متباينين ، كالناطق يلاقي الحيوان ويباين الفرس وهما متلاقيان ، ويلاقي الحيوان ويباين الشجر وهما متباينان . ولو كانت الكبرى سالبة أيضا ، فإن الأوسط يباين الأصغر والأكبر معا ، والشئ الواحد قد يباين شيئين متلاقيين وقد يباين شيئين متباينين ، كالذهب المباين للفرس والحيوان وهما متلاقيان ، ويباين الشجر والحيوان وهما متباينان .
[1] راجع شرح الشمسية : ص 141 ، وشرح المنظومة : ص 76 . [2] راجع الحاشية : ص 94 ، وشرح الشمسية : ص 145 ، وشرح المنظومة : ص 77 ، وشرح المطالع : ص 254 . [3] لا يخفى المسامحة في التعبير بالمحمول بالسلب ، لأن السلب هو سلب الحمل وعدم الحمل .