النسب الأربع تقدم في الباب الأول انقسام الألفاظ إلى مترادفة ومتباينة ، والمقصود بالتباين هناك التباين بحسب المفهوم [1] أي : أن معانيها متغايرة . وهنا سنذكر أن من جملة النسب : التباين ، والمقصود به التباين بحسب المصداق . فما كنا نصطلح عليه هناك بالمتباينة ، هنا نقسم النسبة بينها إلى أربعة أقسام - وقسم منها المتباينة - لاختلاف الجهة المقصودة في البحثين ، فإنا كنا نتكلم هناك عن تقسيم الألفاظ بالقياس إلى تعدد المعنى واتحاده . أما هنا فالكلام عن النسبة بين المعاني باعتبار اجتماعها في المصداق وعدمه ، ولا يتصور هذا البحث إلا بين المعاني المتغايرة - أي المعاني المتباينة بحسب المفهوم - إذ لا يتصور فرض النسبة بين المفهوم ونفسه . فنقول : كل معنى إذا نسب إلى معنى آخر [2] يغايره ويباينه مفهوما ، فإما أن يشارك كل منهما الآخر في تمام أفراده ، وهما المتساويان . وإما أن يشارك كل منهما الآخر في بعض أفراده ، وهما اللذان بينهما نسبة العموم
[1] لا يخفى ما فيه من المسامحة بعد ما كان التباين هناك صفة للألفاظ ، وتكون النسب الأربع بين المعاني كما يصرح بذلك في ذيل هذه العبارات . [2] راجع الحاشية : ص 32 ، وشرح الشمسية : ص 63 ، وشرح المطالع : ص 51 .