عن اللفظ تحكي عنها [1] فتطابقها أو لا تطابقها ، وإنما معانيها تنشأ وتوجد باللفظ ، فلا يصح وصفها بالصدق والكذب . فالإنشاء : هو المركب التام الذي لا يصح أن نصفه بصدق وكذب . أقسام المفرد : المفرد : كلمة ، اسم ، أداة [2] . 1 - الكلمة : وهي " الفعل " باصطلاح النحاة ، مثل : كتب ، يكتب ، اكتب . فإذا لاحظنا هذه الأفعال أو الكلمات الثلاث نجدها : أولا : تشترك في مادة لفظية واحدة محفوظة في الجميع هي : الكاف فالتاء فالباء ، وتشترك أيضا في معنى واحد هو معنى الكتابة ، وهو معنى مستقل في نفسه . وثانيا : تفترق في هيئاتها اللفظية ، فإن لكل منها هيئة تخصها . وتفترق أيضا في دلالتها على نسبة تامة زمانية تختلف باختلافها ، وهي نسبة ذلك المعنى المستقل المشترك فيها إلى فاعل ما غير معين في زمان معين من الأزمنة . فكتب تدل على نسبة الحدث - وهو المعنى المشترك - إلى فاعل ما واقعة في زمان مضى . ويكتب على نسبة تجدد الوقوع في الحال أو في الاستقبال إلى فاعلها . واكتب على نسبة طلب الكتابة في الحال من فاعل ما . ومن هذا البيان نستطيع أن نستنتج أن المادة التي تشترك فيها الكلمات الثلاث تدل على المعنى الذي تشترك فيه ، وأن الهيئة التي تفترق فيها
[1] الصحيح : تحكيها ، فإن الحكاية إذا كانت بمعنى الكشف لم يتعد ب " عن " وما يتعدى بها إنما هي الحكاية بمعنى نقل القول . [2] راجع شرح الشمسية : ص 36 ، والقواعد الجلية : ص 200 ، وأساس الاقتباس : ص 15 ، وشرح الإشارات : ص 33 .