الذاتي هو المحمول الذي يؤخذ في حد الموضوع ، أو الموضوع ، أو أحد مقوماته يؤخذ في حده . - 11 - معنى الأولي [1] والمراد من الأولي هنا هو المحمول لا بتوسط غيره ، أي : لا يحتاج إلى واسطة في العروض في حمله على موضوعه ، كما نقول : " جسم أبيض ، وسطح أبيض " [2] فإن حمل " أبيض " على السطح حمل أولي ، أما حمله على الجسم فبتوسط السطح ، فكان واسطة في العروض ، لأن حمل " الأبيض " على السطح أولا وبالذات ، وعلى الجسم ثانيا وبالعرض . والتدقيق في معنى " الذاتي " و " الأولي " له موضع آخر لا يسعه هذا المختصر . ولكن مما يجب أن يعلم هنا : أن بعض كتب أصول الفقه [3] المتأخرة وقع فيها تفسير " الذاتي " الذي هو في باب موضوع العلم المقابل له " الغريب " بمعنى الأولي المذكور هنا [4] . فوقعت من أجل ذلك اشتباهات كثيرة ! نستطيع التخلص منها إذا فرقنا بين " الذاتي " و " الأولي " ولا نخلط أحدهما بالآخر .
[1] راجع الجوهر النضيد : ص 179 ، وشرح الإشارات : ص 296 ، والنجاة : ص 69 ، والتحصيل : ص 210 . [2] وكما نقول : الماء جار والميزاب جار ، فإن حمل " جار " على الماء أولي ، وحمله على الميزاب بواسطته . [3] الظاهر أن المراد به كفاية الأصول للمحقق الخراساني . [4] ربما يظهر من تفسير الخواجا في شرح الإشارات ( ص 396 ) المناسبة - التي هي الشرط الخامس من شروط مقدمات البرهان - بكون المحمولات ذاتية لموضوعاتها : أن الأولي والذاتي بمعنى واحد . بل من تأمل في أن اشتراط الذاتية تغني عن اشتراط الأولية يحصل له اليقين بذلك .