الجزء الثاني إلى أن الاستقراء التام يرجع إلى القياس المقسم [1] فراجع . أما الاستقراء الناقص المبني على المشاهدة فقط فإنه لا يفيد اليقين ، لأنه لا يرجع إلى القياس ولا يعتمد عليه . فاتضح بالأخير أن المفيد لليقين هو القياس فقط . وليس معنى ذلك : أن العلوم تستغني عن الاستقراء والتمثيل أو التقليل من شأنهما في العلوم ، بل العلوم الطبيعية بأنواعها وعلم الطب ونحوه كلها تبتني على المجربات التي لا تحصل للعقل بدون الاستقراء والتمثيل ، ولكن إنما تفيد اليقين حيث تعتمد على القياس . فرجع الأمر كله إلى القياس . - 3 - البرهان لمي وإني إن العمدة في كل قياس هو الحد الأوسط فيه ، لأنه هو الذي يؤلف العلاقة بين الأكبر والأصغر ، فيوصلنا إلى النتيجة ( المطلوب ) . وفي البرهان خاصة لابد أن يفرض الحد الأوسط علة لليقين بالنتيجة ، أي : لليقين بنسبة الأكبر إلى الأصغر ، وإلا لما كان الاستدلال به أولى من غيره . ولذا يسمى الحد الأوسط " واسطة في [2] الإثبات " . وعليه فالحد الأوسط إما أن يكون - مع كونه واسطة في الإثبات - واسطة في الثبوت أيضا ، أي : يكون علة لثبوت الأكبر للأصغر ، وإما أن لا يكون واسطة في الثبوت . فإن كان الأول [3] - أي : أنه واسطة في الإثبات والثبوت معا - فإن