بأن تكرار الفعل الواحد ممل ، وأن الملك الفقير لابد أن يكون ظالما . . . إلى كثير من أمثال ذلك من القضايا الاجتماعية والأخلاقية ونحوها . وكثير ما يكتفي عوام الناس وجمهورهم بوجود مثال واحد أو أكثر للقضية ، فتشتهر بينهم عندما لم يقفوا على نقض ظاهر لها ، كتشاؤم الأوربيين من رقم 13 لأن واحدا منهم أو أكثر اتفق له أن نكب عندما كان له هذا الرقم ، وكتشاؤم العرب من نعاب الغراب وصيحة البومة كذلك ، ومثل هذا كثير عند الناس . - 4 - الوهميات [1][2] والمقصود بها القضايا الوهمية الصرفة . وهي قضايا كاذبة ، إلا أن الوهم يقضي بها قضاء شديد القوة ، فلا يقبل ضدها وما يقابلها حتى مع قيام البرهان على خلافها ، فإن العقل يؤمن بنتيجة البرهان ، ولكن الوهم يعاند ، ولا يزال يتمثل ما قام البرهان على خلافه كما ألفه ممتنعا من قبول خلافه . ولذا تعد الوهميات من المعتقدات [3] : ألا ترى أن وهم الأكثر يستوحش من الظلام ويخاف منه ، مع أن العقل لا يجد فرقا في المكان بين أن يكون مظلما أو منيرا ، فإن المكان هو المكان في الحالين ، وليس للظلمة تأثير فيه يوجب الضرر أو الهلاك .