- 2 - المظنونات مأخوذة من " الظن " والظن في اللغة أعم من اصطلاح المنطقيين هنا [1] فإن المفهوم منه لغة - حسب تتبع موارد استعماله - هو الاعتقاد في غائب بحدس [2] أو تخمين من دون مشاهدة أو دليل أو برهان ، سواء كان اعتقادا جازما مطابقا للواقع ولكن غير مستند إلى علته كالاعتقاد تقليدا للغير ، أو كان اعتقادا جازما غير مطابق للواقع وهو الجهل المركب ، أو كان اعتقادا غير جازم بمعنى ما يرجح فيه أحد طرفي القضية - النفي أو الإثبات - مع تجويز الطرف الآخر ، وهو يساوق الظن بالمعنى الأخص باصطلاح المنطقيين المقابل لليقين بالمعنى الأعم . والظن المقصود به باصطلاح المناطقة هو المعنى الأخير فقط ، وهو ترجيح أحد طرفي القضية - النفي أو الإثبات - مع تجويز الطرف الآخر . وهو الظن بالمعنى الأخص . فالمظنونات - على هذا [3] - هي قضايا يصدق بها اتباعا لغالب الظن مع تجويز نقيضه ، كما يقال مثلا : فلان يسار عدوي فهو يتكلم علي ، أو فلان لا عمل له فهو سافل ، أو فلان ناقص الخلقة في أحد جوارحه ففيه مركب النقص [4] .
[1] لا يخفى أنه لا يختص اصطلاحهم بهذا المقام ، بل الظن في مصطلحهم هو المعنى الأخص مطلقا كما سيظهر أيضا من إطلاق قوله بعد أسطر ، والظن المقصود به باصطلاح المناطقة هو المعنى الأخير . [2] لا يخفى ان المراد من الحدس هنا هو معناه اللغوي ، لا الحدس المصطلح عند المناطقة . [3] راجع الحاشية : ص 113 ، وشرح الشمسية : ص 168 : وشرح المنظومة : ص 100 . [4] بالفارسية : عقده حقارت .