السالبة الكلية تنعكس [1] سالبة كلية : فيبقى الكم والكيف معا ، فإذا صدق قولنا : " لا شئ من الحيوان بشجر " صدق " لا شئ من الشجر بحيوان " والبرهان واضح ، لأن السالبة الكلية لا تصدق إلا مع تباين الموضوع والمحمول تباينا كليا ، والمتباينان لا يجتمعان أبدا ، فيصح سلب كل منهما عن جميع أفراد الآخر ، سواء جعلت هذا موضوعا أو ذاك موضوعا . وللتدريب على إقامة البراهين من طريق النقيض والعكس نقيم البرهان على هذا الأمر بالصورة الآتية : المفروض لا ب ح قضية صادقة المدعى لا ح ب صادقة أيضا البرهان : لو لم تصدق لا ح ب لصدق نقيضها ع ح ب ولصدق ع ب ح ( العكس المستوي للنقيض ) وإذا لاحظنا هذا العكس المستوي ( ع ب ح ) ونسبناه إلى الأصل ( لأب ح ) وجدناه نقيضا له ، فلو كان " ع ب ح " صادقا وجب أن يكون " لا ب ح " كاذبا ، مع أن المفروض صدقه . فوجب أن تكون " لا ح ب " صادقة وهو المطلوب تعقيب : بهذا البرهان تعرف الفائدة في النقيض والعكس المستوي عند الاستدلال ، لأنا لابد أن نرجع في هذا البرهان إلى الوراء ، فنقول :