وعليه ، لا غنى للباحث عن الرجوع إلى قواعد التناقض المذكورة في علم المنطق لتشخيص نقيض كل قضية . تعريف التناقض [1] : قد عرفت فيما سبق المقصود من التناقض الذي هو أحد أقسام التقابل ، ولنضعه هنا بعبارة جامعة فنية في خصوص القضايا ، فنقول : تناقض القضايا : اختلاف في القضيتين يقتضي لذاته أن تكون إحداهما صادقة والاخرى كاذبة . ولابد من قيد " لذاته " في التعريف ، لأنه ربما يقتضي اختلاف القضيتين تخالفهما في الصدق والكذب ، ولكن لا لذات الاختلاف ، بل لأمر آخر ، مثل " كل إنسان حيوان " و " لا شئ من الإنسان بحيوان " فإنه لما كان الموضوع أخص من المحمول صدقت إحدى الكليتين وكذبت الأخرى . أما لو كان الموضوع أعم من المحمول لكذبا معا ، نحو " كل حيوان إنسان " و " لا شئ من الحيوان بإنسان " كما تقدم . ونعني بالاختلاف الذي يقتضي لذاته تخالفهما في الصدق هو الاختلاف الذي يقتضي ذلك في أية مادة كانت القضيتان ومهما كانت النسبة بين الموضوع والمحمول ، كالاختلاف بين الموجبة الكلية والسالبة الجزئية . شروط التناقض [2] : لابد لتحقق التناقض بين القضيتين من اتحادهما في أمور ثمانية ،