وقد يكون الانحراف في الشرطية ، كما لو خلت عن أدوات الاتصال والعناد ، فتكون بصورة حملية وهي في قوة الشرطية . نحو " لا تكون الشمس طالعة أو يكون النهار موجودا " فهي إما في قوة المتصلة [1] وهي قولنا : " كلما كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا " وإما في قوة المنفصلة ، وهي قولنا : " إما أن لا تكون الشمس طالعة وإما أن يكون النهار موجودا " . ونحو " ليس يكون النهار موجودا إلا والشمس طالعة " وهي أيضا في قوة المتصلة أو [2] المنفصلة المتقدمتين . ونحو " لا يجتمع المال إلا من شح أو حرام " فإنها في قوة المنفصلة وهي قولنا : " إما أن يجتمع المال من شح أو من حرام " أو في قوة المتصلة وهي قولنا : " إن اجتمع المال فاجتماعه إما من شح أو من حرام " وهذه متصلة مقدمها حملية وتاليها منفصلة بالأصل . وعلى الطالب أن يلاحظ ويدقق القضايا المستعملة في العلوم ، فإنها كثيرا ما تكون منحرفة عن أصلها فيغفل عنها ، وليستعمل فطنته في إرجاعها إلى أصلها . تطبيقات : 1 - كيف ترد هذه القضية إلى أصلها " ليس للإنسان إلا ما سعى " ؟ الجواب : إن هذه قضية فيها حصر ، فهي تنحل إلى حمليتين : موجبة
[1] لا يخفى : أنها في قوة المنفصلة الآتية فقط ، حيث إن طرفها الأول سالبة ، والمتصلة المذكورة طرفها الأول موجبة . نعم ، يمكن تحويلها إلى متصلة كما سيأتي . [2] لا يخفى عليك : أنها في قوة متصلة فقط ، لدلالتها على اتصال المقدم والتالي ، والمتصلة إنما هي قولنا : " إذا كان النهار موجودا كانت الشمس طالعة " وهي ليست نفس المتصلة السابقة ، بل تاليها مقدم تلك وبالعكس .