شروط التعريف [1] الغرض من التعريف - على ما قدمنا - تفهيم مفهوم المعرف - بالفتح - [2] وتمييزه عما عداه . ولا يحصل هذا الغرض إلا بشروط خمسة : الأول : أن يكون المعرف - بالكسر - مساويا للمعرف - بالفتح - في الصدق ، أي يجب أن يكون المعرف - بالكسر - مانعا جامعا . وإن شئت قلت : مطردا منعكسا [3] . ومعنى " مانع " أو " مطرد " أنه لا يشمل إلا أفراد المعرف - بالفتح - فيمنع من دخول أفراد غيره فيه . ومعنى " جامع " أو " منعكس " أنه يشمل جميع أفراد المعرف - بالفتح - لا يشذ منها فرد واحد . فعلى هذا لا يجوز التعريف بالأمور الآتية : 1 - بالأعم : لأن الأعم لا يكون مانعا ، كتعريف الإنسان بأنه " حيوان يمشي على رجلين " فإن جملة من الحيوانات تمشي على رجلين . 2 - بالأخص : لأن الأخص لا يكون جامعا ، كتعريف الإنسان بأنه " حيوان متعلم " فإنه ليس كل ما صدق عليه الإنسان هو متعلم . 3 - بالمباين : لأن المتباينين لا يصح حمل أحدهما على الآخر ، ولا يتصادقان أبدا . الثاني : أن يكون المعرف - بالكسر - أجلى مفهوما وأعرف عند المخاطب من المعرف - بالفتح - وإلا فلا يتم الغرض من شرح مفهومه ، فلا يجوز على هذا التعريف بالأمرين الآتيين :
[1] راجع شرح الشمسية : ص 81 - 79 - 78 ، وشرح المطالع : ص 100 ، والجوهر النضيد ، ص 194 ، والإشارات وشرحه : ص 110 - 105 . [2] أي : أو تمييزه عما عداه على سبيل منع الخلو . [3] أن يكون طاردا لغير المعرف منعكسا ضوؤه على جميع افراده .