responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 115


التعريف تمهيد [1] :
كثيرا ما تقع المنازعات في المسائل العلمية وغيرها حتى السياسية لأجل الإجمال في مفاهيم الألفاظ التي يستعملونها ، فيضطرب حبل التفاهم ، لعدم اتفاق المتنازعين [2] على حدود معنى اللفظ ، فيذهب كل فرد منهم إلى ما يختلج في خاطره من المعنى . وقد لا تكون لأحدهم صورة واضحة للمعنى مرسومة بالضبط في لوحة ذهنه ، فيقنع - لتساهله أو لقصور مداركه - بالصورة المطموسة المضطربة ، ويبني عليها منطقه المزيف .
وقد يتبع الجدليون والساسة - عن عمد وحيلة - ألفاظا خلابة غير محدودة المعنى بحدود واضحة ، يستغلون جمالها وإبهامها للتأثير على الجمهور ، وليتركوا كل واحد يفكر فيها بما شاءت له خواطره الخاطئة أو الصحيحة ، فيبقى معنى الكلمة بين أفكار الناس كالبحر المضطرب . ولهذا تأثير سحري عجيب في الأفكار .
ومن هذه الألفاظ كلمة " الحرية " التي أخذت مفعولها من الثورة الفرنسية وأحداث [3] الانقلابات الجبارة في الدولة العثمانية والفارسية ، والتأثير كله لإجمالها وجمالها السطحي الفاتن ، وإلا فلا يستطيع العلم أن يحدها بحد معقول يتفق عليه .
ومثلها كلمة " الوطن " الخلابة التي استغلها ساسة الغرب لتمزيق بعض الدول الكبرى كالدولة العثمانية . وربما يتعذر على الباحث أن يعرف اثنين كانا يتفقان على معنى واحد واضح كل الاتفاق يوم ظهور هذه الكلمة



[1] لعل الأولى التعبير ب‌ " الحاجة إلى التعريف " بدل قوله : تمهيد .
[2] بصيغة الجمع بشهادة ضمير الجمع في قوله : " كل فرد منهم " . والجمع عند المناطقة يطلق على الاثنين وما فوقه .
[3] في بعض النسخ : أحدثت .

115

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست