المقدمة : في مطلب ما وأي وهل ولم [1] إذا اعترضتك لفظة من أية لغة كانت ، فهنا خمس مراحل متوالية ، لابد لك من اجتيازها لتحصيل المعرفة ، في بعضها يطلب العلم التصوري ، وفي بعضها الآخر العلم التصديقي . المرحلة الأولى [2] تطلب فيها تصور معنى اللفظ تصورا إجماليا ، فتسأل عنه سؤالا لغويا صرفا إذا لم تكن تدري لأي معنى من المعاني قد وضع ، والجواب يقع بلفظ آخر [3] يدل على ذلك المعنى ، كما إذا سألت عن معنى لفظ " غضنفر " فيجاب : أسد ، وعن معنى " سميدع " [4] فيجاب :
[1] راجع شرح المنظومة : ص 33 ، واللمعات ( منطق نوين ) : ص 34 ، والجوهر النضيد : ص 165 ، والإشارات وشرحه : ص 309 ، والنجاة : ص 67 ، والتحصيل : ص 195 . [2] لا يخفى : أن هذه المرحلة وإن كانت مفيدة ، وربما يستعان بها لتسهيل المعرفة . ولكنه لا ضرورة في اجتيازها ، بل يمكن الشروع من المرحلة الثانية ، بل لا سبيل إليها فيما ليس له لفظ مرادف معروف عند السائل . [3] مرادف أو غير مرادف . [4] وفي أقرب الموارد : السميذع : السيد الكريم الشريف السخي الموطأ الأكناف ، والشجاع ، والذئب ، والرجل الخفيف في حوائجه ، والسيف . ج : السماذع . ولا يقال : السميدع بالدال المهملة ، ولا تضم السين . انتهى . وضبطه في القاموس كذلك أيضا . ولكن ذكر محشو القاموس : أن ضبط الكلمة في نسخة المؤلف بالدال المهملة ، وأنه هو ظاهر كلام الجوهري وابن سيدة والصاغاني ، بل صرح بعضهم بأن إعجام ذاله خطأ . وورد في المنجد أيضا بالمهملة .