وثبوت الشيء لنفسه ضروري . فذكر الشيء في تفسير المشتقات بيان لما رجع إليه الضمير الذي فيها . انتهى كلامه . ( 49 ) وهو قريب بما ذكره بعض أجلة المتأخرين في الحاشية القديمة لإثبات اتحاد العرض والعرضي . ( 50 ) فعلم أن مصداق المشتق وما يطابقه أمر بسيط ليس يجب فيه تركيب بين الموصوف والصفة ولا الشيء معتبر في الصفة لا عاما ولا خاصا . ( 51 ) سؤال : إن كان الوجود في الأعيان صفة موجودة للماهية فهي قابلة له والقابل وجوده قبل وجود المقبول فيتقدم الوجود على الوجود . ( 52 ) جواب : كون الوجود متحققا في الأعيان فيما له ماهية لا يقتضي قابلية الماهية له إذ النسبة بينهما اتحادية لا ارتباطية . واتصاف الماهية بالوجود إنما يكون في ظرف التحليل إذ الوجود من العوارض التحليلية للماهية كما سبق وسيجئ زيادة إيضاح . ( 53 ) سؤال : إن كان الوجود موجودا فإما أن يتقدم على الماهية أو يتأخر أو يكونا معا . فعلى الأول يلزم حصوله مستقلا دون الماهية فيلزم تقدم الصفة على موصوفها وتحققه بدونها . وعلى الثاني يلزم أن تكون الماهية موجودة قبله ويلزم التسلسل . وعلى الثالث يلزم أن تكون الماهية موجودة معه لا به . فلها وجود آخر فيلزم ما مر . فبطلان التوالي بأسرها مستلزم لبطلان المقدم . ( 54 ) جواب : قد مر أن اتصاف الماهية بالوجود أمر عقلي ليس كاتصاف الشيء بالعوارض الخارجية كالجسم بالبياض حتى يكون لكل منهما ثبوت آخر ليتصور بينهما هذه الشقوق الثلاثة من التقدم والتأخر والمعية . فلا تقدم ولا تأخر لأحدهما على الآخر ولا معية أيضا إذ الشيء لا يتقدم على