responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 91

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


« إنّني أنا اللَّه لا إله إلا أنا فاعبدني » فإنّه ما كان ينبغي أن يفهم منه ذلك إلا على سبيل الحكاية ، والصنف الثاني من الشطح كلمات غير مفهومة لها ظواهر رائقة وفيها عبارات هائلة وليس ورائها طائل ، وذلك إمّا أن تكون غير مفهومة عند قائلها بل يصدرها عن خبط في عقله وتشويش في خياله لقلَّة إحاطته بمعنى كلام قرع سمعه وهذا هو الأكثر وإمّا أن تكون مفهومة له ولكنّه لا يقدر على تفهيمها وإيرادها بعبارة تدلّ على ضميره لقلَّة ممارسته للعلم وعدم تعلَّمه طريق التّعبير عن المعاني بالألفاظ الرشيقة ولا فائدة لهذا الجنس من الكلام إلا أنّه يشوّش القلوب ويدهش العقول ويحيّر الأذهان أو يحمل على أن يفهم منها معاني غير ما أريدت بها ويكون فهم كلّ واحد على مقتضي هواه وطبعه .
وقد قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « ما حدّث أحدكم قوما بحديث لا يفهمونه إلا كان فتنة عليهم » [1] .
وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « كلَّموا النّاس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذّب اللَّه ورسوله [2] » وهذا فيما يفهمه صاحبه ولا يبلغه عقل المستمع فكيف فيما لا يفهمه قائله فإن كان يفهمه القائل دون السامع فلا يحلّ ذكره .
وقال عيسى عليه السّلام : « لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها [1] ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، كونوا كالطبيب الرفيق يضع الدواء في موضع الدّاء » [2] .
- وفي لفظ آخر - « من وضع الحكمة في غير أهلها جهل ومن منعها أهلها ظلم ، إنّ للحكمة حقّا وإنّ لها أهلا ، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه » .



[1] رواه الصدوق في المعاني والعلل كما في البحار ج 2 ص 66 .
[2] أخرجه ابن عبد البر في العلم كما في المختصر ص 55 ، والدارمي ج 1 ص 106 باختلاف يسير في اللفظ .
[1] أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه ج 1 ص 9 بلفظ آخر وفي الاحياء « لا يفقهونه » .
[2] صحيح البخاري ج 1 ص 43 وفي كنوز الحقائق باب الكاف منه بلفظ « حدثوا الناس » ورواه النعماني في الغيبة كما في البحار ج 2 ص 77 .

91

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست