responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 68


إصلاح الآخرة ، ولو سئل فقيه عن معنى من هذه المعاني حتّى عن الإخلاص مثلا أو عن التوكَّل أو عن وجه الاحتراز عن الرياء لتوقّف فيه مع أنّه فرض عينه الَّذي في إهماله هلاكه في الآخرة ولو سألته عن اللَّعان والظهار والسبق والرمي يسرد [1] عليك مجلَّدات من التعريفات الدقيقة الَّتي ينقضي الدّهر ولا يحتاج إلى شيء منها وإن احتيج لم يخل البلد عمّن يقوم بها ويكفيه مئونة التعب فيها فلا يزال يتعب في ذلك ليلا ونهارا وفي حفظه ودرسه ، ويغفل عمّا هو مهمّ نفسه في الدّين وإذا روجع فيه قال : اشتغلت به لأنّه علم الدّين وفرض الكفاية ويلبّس على نفسه وعلى غيره في تعلَّمه ، والفطن يعلم أنّه لو كان غرضه أداء حقّ الأمر في فروض الكفاية لقدّم عليه فرض العين بل قدّم عليه كثيرا من فروض الكفايات . هيهات هيهات قد اندرس علم الدّين بتلبيس العلماء السوء فاللَّه المستعان وإليه اللَّياذ [2] في أن يعيذنا من هذا الغرور الَّذي يسخط الرحمن ويضحك الشيطان ، وقد كان أهل الورع من علماء الظاهر مقرّين بفضل علماء الباطن وأرباب القلوب . وقد قيل :
علماء الظاهر زينة الأرض والملك ، وعلماء الباطن زينة السماء والملكوت » .
أقول : وفي مصباح الشريعة عن الصادق عليه السّلام [1] « قال : العلم أصل كلّ حال سنيّ ومنتهى كلّ منزلة رفيعة ، لذلك قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « العلم فريضة على كلّ مسلم » أي علم التقوى واليقين .
وقال عليّ عليه السّلام : « اطلبوا العلم ولو بالصين » وهو علم معرفة النفس وفيه معرفة الربّ عزّ وجلّ » .
قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » .
ثمّ عليك من العلم بما لا يصحّ العمل إلا به وهو الإخلاص .
قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « نعوذ باللَّه من علم لا ينفع » وهو العلم الَّذي يضادّ العمل بالإخلاص واعلم أنّ قليل العلم يحتاج إلى كثير العمل لأنّ علم ساعة يلزم صاحبه



[1] من ههنا إلى آخر الفصل في المصباح باب 65 ص 43 .
[1] السرد : جودة سياق الحديث .
[2] اللياذ : الملجاء وفي الاحياء « الملاذ » .

68

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست