responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 311

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


ذلك بالغسل والتسريح بالمشط وفي الخبر المشهور أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان لا يفارقه المشط والمدري في سفر ولا حضر [1] وهي سنّة العرب .
وفي خبر غريب أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان يسرّح لحيته في اليوم مرّتين [1] فكان صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كثّ اللَّحية ، [2] وكان عليّ عليه السّلام عريض اللَّحية ، وقد ملأت ما بين منكبيه [3] .
وفي حديث أغرب منه قالت عائشة : اجتمع قوم بباب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فرأيته يطلع في الحبّ يسوّي من رأسه ولحيته ، فقلت له : أو تفعل ذلك يا رسول اللَّه ؟ فقال :
« نعم ، إنّ اللَّه يحبّ من عبده أن يتجمّل لإخوانه إذا خرج إليهم » [2] والجاهل ربّما يظنّ أنّ ذلك من حبّ التزيّن للنّاس قياسا على أخلاق غيره ، وتشبيها للملائكة بالحدّادين وهيهات فقد كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مأمورا بالدّعوة وكان من وظائفه أن يسعى في تعظيم أمر نفسه في قلوبهم كيلا يزدريه نفوسهم وتحسين صورته في أعينهم كيلا يستصغره أعينهم فينفّرهم ذلك ويتعلَّق المنافقون بذلك في تنفيرهم وهذا القصد واجب على كلّ عالم تصدّى لدعوة الخلق إلى اللَّه تعالى ، وهو أن يراعي من ظاهره ما لا يوجب نفرة الناس عنه والاعتماد في مثل هذه الأمور على النيّة فإنّها أعمال مباحة في أنفسها تكتسب الأوصاف من القصود ، فالتزيين على هذا القصد محبوب ، وترك الشعث في اللَّحية إظهارا للزّهد وقلَّة المبالاة بالنفس محذور فتركه شغلا بما هو أهمّ منه محبوب ، فهذه أحوال باطنة بين العبد وبين اللَّه تعالى ، والناقد بصير والتلبيس غير رائج عليه بحال ، وكم من جاهل يتعاطى هذه الأمور التفاتا إلى الخلق وهو يلبّس على نفسه وعلى غيره ويزعم أنّ قصده الخير فترى جماعة من العلماء يلبسون الثياب الفاخرة ويزعمون أنّ قصدهم إرغام المبتدعة والمخالفين والتقرّب إلى اللَّه تعالى به وهذا أمر ينكشف يوم تبلى السرائر



[1] مكارم الأخلاق ص 34 . وقال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف .
[2] في خبر هند بن أبي هالة راجع معاني الاخبار ص 80 .
[3] راجع المجلد التاسع من البحار ص 7 و 8 من طبع الكمباني .
[1] راجع مستدرك الوسائل ج 2 ص 42 . ومكارم الأخلاق ص 34 والمدري نوع من المشط .
[2] مكارم الأخلاق ص 63 . وقال العراقي : أخرجه ابن عدى وقال : حديث منكر .

311

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست