نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 241
إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)
مع اليهود وما انقادوا لأحد من الأنبياء عليهم السّلام إلا بالآيات والقهر والمثلات ، فأيّ امّة استقامت بالسلامة والعافية حتّى يستقيم هذه الأمّة بطاعة اللَّه وطاعة الأئمّة وإن شئت أن تسمع شيئا ممّا فعله طائفة من الصحابة والتابعين ليكون أنموذجا لأفعالهم الشنيعة فاصغ إلى حديث سليم بن قيس الهلاليّ على ما أورده الشيخ الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج [1] « قال : سليم إنّ منادي معاويّة نادى أن برئت الذّمة ممّن روى حديثا من مناقب عليّ وفضل أهل بيته ، وكان أشدّ الناس بليّة أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل زياد بن أبيه وضمّ إليه العراقين - الكوفة والبصرة - فجعل يتتبّع الشيعة ، وهو بهم عارف ، يقتلهم تحت كلّ حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وصلبهم في جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم حتّى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور . ثمّ أخذ الناس في الروايات في فضل عثمان ومعاوية زورا على المنبر في كلّ كورة ومسجد ، وألقوا ذلك علي معلَّمي الكتاتيب فعلَّموا ذلك صبيانهم كما يعلَّمونهم القرآن ونشأ عليه الصبيان ، فاجتمعت على ذلك جماعتهم وصارت في أيدي المتنسّكين والمتديّنين منهم الَّذين لا يستحلَّون الافتعال بمثلها ، فقبلوها وهم يرون أنّها حقّ ولو علموا بطلانها وتيقّنوا أنّها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها ولم يدينوا بها ولم يبغضوا من خالفها فصار الحقّ في ذلك الزّمان عندهم باطلا والباطل حقّا والكذب صدقا والصدق كذبا ، وبالجملة تشبثوا [1] بعد ما تقرّر الأمر في فضائل أئمّتهم بما لا يدلّ أكثره على فضيلة مع روايتهم فيهم كلّ رذيلة بما يلوح من فحاويه مخايل الاختلاق ويفوح من مطاويه رائحة النفاق ، ثمّ بعد التتبّع يظهر أنّ ما هو أمثاله إنّما وضع في زمن بني أميّة طمعا في الانتفاع بجاه أحدهم وماله ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث له : « وقد كذب على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في عهده حتّى قام خطيبا فقال : أيّها الناس قد كثر عليّ الكذابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّء مقعده من النّار ، ثمّ كذب عليه بعده ثمّ قال - بعد كلام : -
[1] ص 153 من طبع طهران وص 159 من طبع النجف . [1] في بعض النسخ [ تعبثوا ] .
241
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 241