أقول : وقد صنّف بعض أصحابنا - رحمه اللَّه - كتابا في بيان وفاة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وما تقدّم منه من النصّ المتواتر على أهل بيته في وصايته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والاختلاف في الخلافة بعد وفاته بترتيب حسن وسياق لطيف سمّاه ( التهاب نيران الأحزان ) أوردنا شطرا صالحا منه في كتابنا الموسوم بعلم اليقين [1] من أراد الاطَّلاع عليه فيرجع إليه .
ثمّ أقول : ومطاعن الثلاثة أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تخفى وكفاك منها تخلَّفهم عن جيش أسامة مع علمهم بقصد التنفيذ وتأكيده صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ذلك باللَّعن [2] ، ومنع أبي بكر فاطمة عليها السّلام فدك مع ادّعائها النحلة لها وشهادة عليّ عليه السّلام وأمّ أيمن بذلك [3] وعدم تصديقه لهم وتصديقه الأزواج في ادّعاء الحجرة لهنّ من غير شاهد ولهذا ردّها عمر بن عبد العزيز ، وأوصت فاطمة عليها السّلام أن لا يصلَّي عليها فدفنت ليلا [4] ، وقوله : إنّ له شيطانا يعتريه [5] ، وقول عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى اللَّه شرّها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه [6] ، وشكَّه عند موته في استحقاقه للإمامة [7] ، وعدم معرفته بالأحكام حتّى قطع يسار سارق [8] ، وأحرق رجلا بالنّار [9] ، ولم يعرف الكلالة

[1] ص 142 من طبعه الملحق بعين اليقين .
[2] راجع طبقات ابن سعد طبع ليدن ج 2 القسم الثاني ص 136 وج 4 القسم الأول ص 46 أيضا تهذيب ابن عساكر ج 2 ص 391 ، وأيضا كنز العمال ج 5 ص 312 .
[3] راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 78 إلى 106 نقلها من كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري .
[4] حلية الأولياء ج 2 ص 43 ، أسد الغابة ج 5 ص 254 ، إرشاد الساري للقسطلاني ج 6 ص 362 .
[5] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 71 . نقله عن ابن سعد . وشرح التجريد للقوشجي ص 406 طبع طهران .
[6] سيرة ابن هشام ج 2 ص 657 ط 1375 ، صحيح البخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنى ، كنز العمال ج 3 ص 139 ، الصواعق المحرقة ص 21 .
[7] الغدير ج 7 ص 171 نقله عن كتاب الأموال لأبي عبيدة وتاريخ الطبري ومروج الذهب والإمامة والسياسة والعقد الفريد .
[8] سنن البيهقي ج 8 ص 273 .
[9] الإمامة والسياسة ج 1 ص 18 ، مروج الذهب ج 2 ص 308 .

236