responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 181

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


معناه إن اعتبرت أحوالهم شهدت بذلك نفوسهم وبواطنهم « فطرة اللَّه الَّتي فطر الناس عليها » أي كلّ آدميّ فطر على الإيمان باللَّه تعالى بل على معرفة الأشياء على ما هي عليه أعني أنّها كالمضمّنة فيها لقرب استعدادها للإدراك ، ثمّ لمّا كان الإيمان مركوزا في النفوس بالفطرة انقسم الناس إلى من أعرض فنسي وهم الكفّار وإلى من أجال خاطره فتذكَّر فكان كمن حمل شهادة فنسيها بغفلة ثمّ تذكَّرها ولذلك قال تعالى : « لعلَّهم يتذكَّرون » [1] « وليتذكَّر أُولوا الألباب » [2] « واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الَّذي واثقكم به » [3] « ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر » [4] وتسمية هذا تذكَّرا ليس ببعيد وكأنّ التذكَّر ضربان : أحدهما أن يذكَّر صورة كانت حاضرة الوجود في قلبه لكن غابت بعد الوجود ، والآخر أن يكون عن صورة كانت مضمّنة فيه بالفطرة وهذه حقائق ظاهرة للناظر بنور البصيرة ثقيلة على من مستروحه السماع والتقليد دون الكشف والعيان ولذلك تراه يتخبّط في مثل هذه الآيات ويتشعّب ويتعسّف في تأويل التذكَّر وإقرار النفوس أنواعا من التعسّفات ويتخايل إليه في الأخبار والآيات ضروب من المناقضات وربّما يغلب ذلك عليه حتّى ينظر إليها بعين الاستحقار ويعتقد فيها التهافت ومثاله مثال الأعمى الَّذي يدخل دارا فيعثر فيها بالأواني المصفوفة في الدار فيقول : ما لهذه الأواني لا ترفع من الطريق وتردّ إلى مواضعها ؟ فيقال له :
إنّها في مواضعها وإنّما الخلل في بصرك ، فكذلك خلل البصيرة يجري هذا المجرى وأعظم منه وأطمّ إذا النفس كالفارس والبدن كالفرس وعمى الفارس أشدّ من عمى الفرس ولمشابهة بصيرة الباطن بالبصر الظاهر قال اللَّه تعالى : « ما كذب الفؤاد ما رأى » [5] وقال تعالى : « وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض » [6] وسمّي ضدّه عمى وقال تعالى : « فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الَّتي في الصدور » [7] وقال تعالى :



[1] البقرة : 221 ، إبراهيم : 25 ، القصص : 43 ، 46 ، 51 .
[2] سورة ( ص ) : 29 .
[3] المائدة : 7 .
[4] القمر : 17 ، 22 ، 32 ، 40 .
[5] النجم : 11 .
[6] الانعام : 75 .
[7] الحج : 46 .

181

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست