responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 131

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


ميزان مهما رجّحت إحداهما خفّت الأخرى ، وأنّهما كالمشرق والمغرب متى قربت من إحداهما بعدت من الأخرى ، وأنّهما كقدحين أحدهما مملوّ والآخر فارغ فبقدر ما تصبّه منه في الآخر حتّى يمتلي يفرغ الآخر فإنّ من لا يعلم حقارة الدنيا وكدوراتها وامتزاج لذّتها بألمها ثمّ انصرام ما يصفو منها فهو فاسد العقل ، فإنّ المشاهدة والتجربة ترشد إلى ذلك فكيف يكون من العلماء من لا عقل له ؟ ومن لا يعلم عظم أمر الآخرة ودوامها فهو كافر مسلوب الإيمان فكيف يكون من العلماء من لا إيمان له ؟ ومن لا يعلم مضادّة الدنيا للآخرة وأنّ الجمع بينهما طمع في غير مطمع فهو جاهل بشرائع الأنبياء كلَّهم بل هو كافر بالقرآن من أوّله إلى آخره فكيف يعدّ من زمرة العلماء ؟ ومن علم هذا كلَّه ثمّ لم يؤثر الآخرة على الدنيا فهو أسير الشيطان ، وقد أهلكته شهوته ، وغلبت عليه شقوته ، فكيف يعدّ من أحزاب العلماء من هذه درجته ؟ .
وفي أخبار داود عليه السّلام « إنّ أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهواته على محبّتي أن أحرّمه لذيذ مناجاتي ، يا داود لا تسألنّ عنّي عالما قد أسكرته الدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي أولئك قطَّاع الطريق على عبادي » [1] .
« يا داود إذا رأيت لي طالبا فكن له خادما ، يا داود من ردّ إليّ هاربا كتبته جهبذا ، ومن كتبته جهبذا لم أعذّ به أبدا » [2] .
ولذلك قيل : عقوبة العلماء موت قلوبهم ، وموت قلوبهم طلب الدنيا بعمل الآخرة ، ولذلك قال يحيى بن معاذ الرازيّ : إنّما يذهب بهاء العلم والحكمة إذا طلبت بهما الدنيا ، وكان يقول لعلماء الدنيا : يا أصحاب العلم قصوركم قيصريّة ، وبيوتكم كسرويّة ، وأثوابكم طاهريّة ، وأخفافكم جالوتيّة ، ومراكبكم قارونيّة ، وأوانيكم فرعونيّة ، ومآتمكم جاهليّة ، ومذاهبكم شيطانيّة ، فأين المحمديّة ؟ وأنشدوا :



[1] رواه الصدوق في العلل كما في البحار ج 2 ص 107 وفيه « لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك - الحديث - » .
[2] قوله : « جهبذا » الجهبذ هو الناقد العارف البصير بتمييز الحق من الباطل ، وفي بعض النسخ [ جهيدا ] .

131

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست