responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 11

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


السبب الكلَّيّ لخلق هذا العالم العلويّ والسفليّ طرّا . وكفى بذلك جلالة وفخرا ، قال اللَّه تعالى في محكم الكتاب تذكرة وتبصرة لأولي الألباب : « الله الَّذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنَّ يتنزّل الأمر بينهنَّ لتعلموا أنَّ اللَّه على كلّ شيء قدير وأنَّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما » [1] وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العلم لا سيّما علم التوحيد الَّذي هو أساس كلّ علم ومدار كلّ معرفة ، وجعل اللَّه سبحانه العلم أعلى وأشرف ، وأوّل منّة امتنّ بها على ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلم العدم إلى ضياء الوجود فقال سبحانه في أوّل سورة أنزلها على نبيّه محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « اقرأ باسم ربّك الَّذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربّك الأكرم * الَّذي علَّم بالقلم * علَّم الإنسان ما لم يعلم » [2] : فتأمّل كيف افتتح كتابه الكريم المجيد - الَّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد - بنعمة الإيجاد ، ثمّ أردفها بنعمة العلم ، فلو كان ثمّة منّة أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصّه اللَّه تعالى بذلك وصدّر به نور الهداية وطريق الدّلالة على الصراط المستقيم الآخذ بحجزة البراعة ودقائق المعاني وحقائق البلاغة ، وقد قيل في وجه التناسب بين الآي المذكورة في صدر هذه السورة الَّتي قد اشتمل بعضها على خلق الإنسان من علق وفي بعضها تعليمه ما لم يعلم ليحصل النظم البديع في ترتيب آياته : إنّه تعالى ذكر أوّل حال الإنسان وهو كونه علقة مع أنّها أخس الأشياء وآخر حاله وهو صيرورته عالما وهو أجلّ المراتب ، كأنّه تعالى قال : كنت في أوّل حالك في تلك الدّرجة الَّتي هي غاية الخساسة فصرت في آخر حالك في هذه الدّرجة الَّتي هي الغاية في الشرف والنفاسة وهذا إنّما يتمّ لو كان العلم أشرف المراتب إذ لو كان غيره أشرف لكان ذكر ذلك الشيء في هذا المقام أولى .
ووجه آخر أنّه تعالى قال : « وربّك الأكرم * الَّذي علَّم بالقلم * علَّم الإنسان ما لم يعلم » وقد تقرّر في أصول الفقه « أنّ ترتّب الحكم على الوصف مشعر بكون الوصف علَّة » وهذا يدلّ على أنّ اللَّه سبحانه اختصّ بوصف الأكرميّة لأنّه علَّم الإنسان



[1] الطلاق : 12 .
[2] العلق : 1 - إلى - 5 .

11

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست