responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 83


وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « لا يفقه العبد كلّ الفقه حتّى يمقت النّاس في ذات اللَّه عزّ وجلّ ، وحتّى يرى للقرآن وجوها كثيرة » [1] وروي أيضا موقوفا على أبي الدرداء مع قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ثمّ يقبل على نفسه فيكون لها أشدّ مقتا » [1] .
وقال بعض السلف : إنّما الفقيه الزاهد في الدّنيا ، الراغب في الآخرة ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربّه [2] الورع الكافّ نفسه عن أعراض المسلمين ، العفيف عن أموالهم ، الناصح لجماعتهم . ولم يقل في جميع ذلك : الحافظ لفروع الفتاوي ، ولست أقول : إنّ اسم الفقه لم يكن متناولا للفتاوي في الأحكام الظاهرة ولكن كان بطريق العموم والشمول أو بطريق الاستتباع ، وكان إطلاقهم له على علم الآخرة وأحكام القلب أكثر فثار من هذا التخصيص تلبيس بعض الناس على التجرّد له والإعراض عن علم الآخرة وأحكام القلب ووجدوا على ذلك معينا من الطبع ، فانّ علم الباطن غامض والعمل به عسير والتوصّل به إلى طلب الولاية والقضاء والجاه والمال متعذّر فوجد الشيطان مجالا لتحسين ذلك في القلوب بواسطة تخصيص اسم الفقه الَّذي هو اسم محمود في الشرع .
* ( فصل ) * اللَّفظ الثاني العلم وقد كان يطلق ذلك على العلم باللَّه تعالى وبآياته وأفعاله في عباده وخلقه وقد تصرّفوا فيه بالتخصيص حتّى شهروه في الأكثر بمن يشتغل



[1] أخرجه ابن عبد البر في العلم كما في المختصر ص 121 .
[2] إلى هنا أخرجه الدارمي في سننه ج 1 ص 89 باسناده عن الحسن البصري .
[1] أخرجه ابن عبد البر في العلم من حديث شداد بن أوس كما في المختصر ص 121 ومنتخب كنز العمال بهامش المسند ج 4 ص 36 عن الخطيب في المتفق والمفترق عن شداد بن أوس . وقال العراقي : في سند الحديث صدقة بن عبد اللَّه وهو ضعيف عندهم مجمع على ضعفه وهذا حديث لا يصح مرفوعا وانما الصحيح فيه انه من قول أبي الدرداء ، فعن أبي قلابة عنه قال : « لن تفقه كل الفقه - الخبر - » .

83

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست