responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 71

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصّها وكيفيّة استحالتها ونغيّرها وهو شبيه بنظر الأطبّاء إلا أنّ الطبيب ينظر في بدن الإنسان على الخصوص من حيث يمرض ويصحّ وهم ينظرون في جميع الأجسام من حيث تتغيّر وتتحرّك ولكن للطبيب فضل عليه وهو أنّه محتاج إليه وأمّا علومهم في الطبيعيّات فلا حاجة إليها .
أقول : أجزاء علم الفلسفة غير منحصرة فيما ذكره أبو حامد - رحمه اللَّه - ولا الأمر فيه كما قاله ، بل هو علم شريف جامع لجميع العلوم العقليّة الحقيقيّة الَّتي لا تتغيّر بتغيّر الأزمان ولا تتبدّل بتبدّل الأديان وتسمّى في عرفهم بالحكمة ويفسّر بأنّه العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه بقدر الطاقة البشريّة وهو شامل لكثير من المسائل الَّتي عدّها أبو حامد من علم المكاشفة ولأكثر ما ذكره في علم المعاملة حتّى علم الشرائع على وجه كلَّي ويندرج تحته أيضا علما الهيئة والتشريح اللَّذين قيل : من لم يعرفهما فهو عنين في معرفة اللَّه عزّ وجلّ وعلم الطبّ والنجوم والخطابة والشعر وغيرها من العلوم الدنيويّة والأخرويّة ، وأكثره مأخوذ من الوحي النازل على الأنبياء عليهم السّلام وبعضه مستفاد من الإلهامات الواردة على القلوب المنورّة والنفوس المرتاضة لأولي الخلوات والمجاهدات إلا أنّ الفلاسفة لم يبلغوا في شيء من علومهم مبلغ الأنبياء بل كانوا قاصرين في أكثرها خصوصا فيما يتعلَّق منها بالمكاشفة فإنّه بقي لهم من العلم باللَّه واليوم الآخر أمور كثيرة ، أتمّها لهم الرّسل - صلوات اللَّه عليهم - وذلك لأنّ نظر الأنبياء عليهم السّلام أوسع وأحدّ ومعرفتهم بالغة إلى جزئيّات الأمور وتعيين الأعمال المقرّبة إلى اللَّه تعالى كما هي بالغة إلى كلَّيّاتها ولهم قدرة النزول في المعارف باللَّه إلى العاميّ الضعيف الرأي بما يصلح بعقله [1] من ذلك وإلى الكبير العقل الصحيح النظر بما يصلح بعقله ، وهم أعلم خلق اللَّه فيما غاب عنهم وهمّتهم في معرفة حقائق أمور النشأة الآخرة أكثر منها في معرفة أمور هذه النشأة بل لا يخوضون من الفانية إلا فيما هو وسيلة إلى الباقية ولهذا لمّا سئل نبيّنا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عن التشكَّلات البدريّة والهلاليّة للقمر أمر بالإعراض عن الجواب إلى أمر آخر تنبيها على أنّ هذا السؤال ليس بمهمّ



[1] في بعض النسخ [ تعقله ] وفي بعضها [ لعقله ] ههنا وما يأتي .

71

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست