responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 381

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


الصدّيقون ، وهب القدوم إلى بساط خدمته هيبة الملك فإنّك على خطر عظيم إن غفلت ، واعلم أنّه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك ، فإن عطف عليك بفضله ورحمته قبل منك يسير الطاعة وأجزل عليها ثوابا كثيرا ، وإن طالبك باستحقاقه الصدق والإخلاص عدلا بك حجبك وردّ طاعتك وإن كثرت وهو فعّال لما يريد ، واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه فإنّك قد توجّهت للعبادة له والمؤانسة به واعرض أسرارك عليه وليعلم أنّه لا يخفى عليه أسرار الخلائق أجمعين وعلانيتهم ، وكن كأفقر عباده بين يديه ، وأخل قلبك عن كلّ شاغل يحجبك عن ربّك فإنّه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص ، فانظر من أي ديوان يخرج اسمك فإن ذقت من حلاوة مناجاته ولذيذ مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليك واجاباته ، وقد صلحت لخدمته فادخل فلك الإذن والأمان وإلا فقف وقوف مضطرّ قد انقطع عنه الحيل وقصر عنه الأمل وقضى الأجل ، وإذا علم اللَّه من قلبك صدق الالتجاء إليه نظر إليك بعين الرأفة والرّحمة والعطف ، ووفّقك لما يحبّ ويرضى فإنّه كريم يحبّ الكرامة لعباده المضطرّين إليه المحدقين على بابه لطلب مرضاته قال اللَّه تعالى : « أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه » [1] .
* ( فصل ) * قال أبو حامد : « وأمّا الاستقبال فهو صرف لظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت اللَّه ، أفترى أنّ صرف القلب من سائر الأمور إلى أمر اللَّه ليس مطلوبا منك هيهات فلا مطلوب سواه وإنّما هذه الظواهر تحريكات للبواطن وضبط للجوارح وتسكين لها بالإثبات في جهة واحدة حتّى لا تبغي على القلب فإنّها إذا بغت وظلمت في حركاتها إلى جهاتها استتبعت القلب وانقلبت به عن وجه اللَّه ، فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك ، واعلم أنّه كما لا يتوجّه الوجه إلى جهة البيت إلا بالصرف عن غيرها فلا ينصرف القلب



[1] النمل : 62 . والخبر في مصباح الشريعة الباب الثاني عشر .

381

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست