responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 251

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


دار البقاء فيحيى حياة لا موت فيها أبدا ، ويسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا ، وإن لم يسلم زلَّت به قدمه عن العقبة فتردى في نار جهنّم - نعوذ باللَّه منها - .
* ( فصل ) * الميزان حقّ والحساب حقّ ، قال اللَّه عزّ وجلّ : « والوزن يومئذ الحقّ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون » [1] « ومن خفّت موازينه فأولئك الَّذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون » [2] وقال تعالى : « ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين » [3] . قال الصادق عليه السّلام : « الموازين القسط هم الأنبياء والأوصياء عليهم السّلام » [4] .
أقول : وشرح ذلك أنّ الميزان هو المعيار الَّذي به يعرف قدر الشيء وارتفاع قدر العباد وقبول أعمالهم إنّما هو بقدر إيمانهم بالأنبياء والأوصياء عليهم السّلام ومحبّتهم لهم وطاعتهم إيّاهم في أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم والاقتفاء لآثارهم فالمقبول الراجح الثقيل من الأعمال ما وافق أعمالهم ، والمرضي الحسن الجميل من الأخلاق والأقوال ما طابق أقوالهم وأخلاقهم ، والحقّ الصائب السديد من الاعتقادات ما أخذ منهم ، والمردود منها ما خالف ذلك ، وكلَّما قرب من ذلك قريب من القبول وكلَّما بعد بعد ، فهم إذن موازين الأعمال والعلوم بهذا المعنى ، والحساب هو جمع تفاريق المقادير والأعداد وتعريف مبلغها وفي قدرة اللَّه عزّ وجلّ يكشف في لحظة واحدة للخلائق حاصل حسناتهم وسيّئاتهم وهو أسرع الحاسبين ، ويأبى اللَّه إلا أن يعرّفهم حقيقة ذلك ليبيّن فضله عند العفو وعدله عند العقاب فيخاطب عباده جميعا من الأوّلين والآخرين بمجمل حساب أعمالهم مخاطبة واحدة يسمع منها كلّ واحد قضيّته دون غيره ويظنّ أنّه المخاطب دون غيره ، لا يشغله عزّ وجلّ مخاطبة عن مخاطبة ، ويفرغ من حسابهم جميعا في مقدار ساعة



[1] الأعراف : 9 .
[2] المؤمنون : 103 .
[3] الأنبياء : 47 .
[4] معاني الاخبار ص 31 .

251

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست