responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 230


* ( الباب الخامس ) * * ( في الإمامة ) * أنّ ما ذكرناه في بيان الاضطرار إلى النبيّ فهو بعينه جار في الاضطرار إلى وصيّه وخليفته من بعده إلى ظهور نبيّ آخر لأنّ الاحتياج إليهم غير مختصّ بوقت دون آخر ، وفي حالة دون أخرى ، ولا يكفي بقاء الكتب والشرائع من دون قيّم لها ، عالم بها ، ألا ترى إلى الفرق المختلفة كيف يستندون في مذاهبهم كلَّها إلى كتاب اللَّه لجهلهم بمعانيه وزيغ قلوبهم وتشتّت أهوائهم ، فظهر أنّه لا بدّ لكلّ نبيّ مرسل بكتاب من عند اللَّه عزّ وجلّ أن ينصب وصيّا يودع فيه أسرار نبوّته وأسرار الكتاب المنزل عليه ويكشف له مبهمه ليكون ذلك الوصيّ هو حجّة ذلك النبيّ على قومه ، ولئلا يتصرّف الأمّة في ذلك الكتاب بآرائها وعقولها فتختلف وتزيغ قلوبها كما أخبر اللَّه عزّ وجلّ به فقال :
« هو الَّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أُمّ الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الَّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا اللَّه والراسخون في العلم » [1] فالرسول والوصيّ والكتاب هو الحجّة على الأمّة ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة ، وهذا كما فعل آدم بشيث ، ونوح بسام ، وإبراهيم بإسحاق ، وموسى بيوشع ، وعيسى بشمعون ، ونبيّنا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بعليّ عليه السّلام .
وأيضا وجود الإمام لطف من اللَّه سبحانه بعبيده إذ بوجوده يجتمع شملهم ، ويتّصل حبلهم ، وينتصف الضعيف من القويّ ، والفقير من الغنيّ ، ويرتدع الجاهل ، ويتيقّظ الغافل ، قال اللَّه تعالى : « وإن من أمة إلا خلا فيها نذير » وقال عزّ وجلّ : « ولكلّ قوم هاد » [3] وقال : « ويوم نبعث في كلّ أمة شهيدا عليهم من



[1] آل عمران : 6 . ( 2 ) الفاطر : 23 .
[3] الرعد : 7 .

230

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست