responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


* ( فصل ) * وربّما يقال : إنّ التصديق بوجوده تعالى أمر فطريّ ولذا ترى الناس عند الوقوع في الأهوال وصعاب الأحوال يتوكَّلون بحسب الجبلَّة على اللَّه ويتوجّهون توجّها غريزيّا إلى مسبّب الأسباب ومسهّل الأمور الصعاب ، وإن لم يتفطَّنوا لذلك ويشهد لهذا قول اللَّه عزّ وجلّ : « ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله » [1] « قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين .
بل إيّاه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون » [2] .
وفي تفسير مولانا العسكريّ عليه السّلام « أنّه سئل مولانا الصادق عليه السّلام عن اللَّه فقال للسائل : يا عبد اللَّه هل ركبت سفينة قطَّ ؟ قال : بلى ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : بلى ، قال : فهل تعلَّق قلبك هناك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلَّصك من ورطك ؟ قال : بلى ، قال الصادق عليه السّلام : فذلك الشيء هو اللَّه القادر على الإنجاء حين لا منجي وعلى الإغاثة حين لا مغيث » [3] .
قيل : وفي قوله سبحانه : « ألست بربّكم » [4] إشارة لطيفة إلى ذلك فإنّه سبحانه استفهم منهم الإقرار بربوبيّته لا بوجوده تنبيها على أنّهم كانوا مقرّين بوجوده في بداية عقولهم وفطرة نفوسهم ، ولهذا أيضا بعث الأنبياء كلَّهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا : لا إله إلا اللَّه وما أمروا أن يقولوا : لنا إله ، فإنّ ذلك كانت مجبولة في فطرة عقولهم ومبدء نشوءهم .
وروى الشيخ الصدوق - رحمه اللَّه - بإسناده الصحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : سألته عن قول اللَّه عزّ وجلّ : « حنفاء للَّه غير مشركين به » [5] وعن الحنيفيّة ،



[1] لقمان : 25 .
[2] الانعام : 40 و 41 .
[3] ورواه الصدوق - رحمه اللَّه - أيضا في المعاني ص 4 .
[4] الأعراف : 172 .
[5] الحج : 31 . والخبر في التوحيد ص 343 . وصدره في المحاسن ص 241 .

211

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست