الوصول وكماله هو الحشر مع المحبوب المرء يحشر مع من أحب . وللمعرفة درجات مختلفة الظن والعلم والإبصار أي المشاهدة الباطنية . الظن في هذه النشأة الأولى والعلم في نشأة الثانية والمشاهدة فيما فوقها . فحال الإنسان ما دام كونه في الدنيا أو من حيث كونه في الدنيا أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ . أهل دنيا كافران مطلقند * روز وشب در جق جق ودر وقوقند وحاله في الآخرة ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيه ِ . وبوجه آخر العلم في الدنيا والمشاهدة في الآخرة كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ . فالأثر الذي يصل أولا إلى السالك من مطلوبه هو الإيمان بوجوده ووجوبه والأثر الثاني هو الإيقان والتحقيق والمشاهدة إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ . فما أشد سخافة رأي أهل الظن والتخمين حيث يزعمون يوم القيامة بعيدا عن الإنسان بحسب الزمان وما أظن الساعة قائمة وبحسب المكان وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ . وأما أهل العلم واليقين فيعدونه قريبا بحسب الزمان اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ . أو بحسب المكان وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يوم يَرَوْنَه ُ بَعِيداً وَنَراه ُ قَرِيباً . وكان نبينا ص يشاهد خازن الجنة ويناول بيده من ثمارها وفواكهها ولم يحكم بكون حارثة مؤمنا حقيقيا ما لم يكن مشاهدا للأمور الأخروية وأحوالها إذ قال : أصبحت مؤمنا حقا قال ص لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك قال :