responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 567

إسم الكتاب : المبدأ والمعاد ( عدد الصفحات : 531)


ليست معلومة إلا للكمل من الأولياء الذين انقلبت نشأتهم إلى تلك النشأة .
وأما غيرهم فليس عنده من الآخرة وصورها الموجودة فيها إلا الألفاظ الموضوعة شرعا لأجلها من غير دلالتها لهم على خصوص معانيها إلا على الأمثلة البعيدة كما أخبر عنه سبحانه بقوله : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ قال ابن عباس : ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء هكذا في معالم التنزيل لمحيي السنة .
وبالجملة فنحو وجود الآخرة غير نحو وجود الدنيا والدنيا والآخرة مختلفتان في جوهر الوجود ولو كانت الآخرة من جوهر الدنيا لم يصح أن الدنيا تخرب لأن الدنيا إنما هي دنيا بالجوهر ونحو الوجود لا بالتخصصات الشخصية والامتيازات العينية وإلا كل يوم دنيا أخرى لتبدل الأشكال والهيئات والمشخصات ولكان القول بالآخرة تناسخا ولكان المعاد عبارة عن عمارة الدنيا بعد خرابها .
وإجماع العقلاء منعقد على أن الدنيا تضمحل وتفنى ثم لا تعود ولا تعمر أبدا .
وأكثر أهل الظاهر والعباد والزهاد منهم من غير معرفة حقة إلهية يتصورون لذات الجنة ونعيمها من جنس نعيم الدنيا ولذاتها إلا أن تلك عندهم ألذ وأدوم ولهذا يطلبونها في عبادتهم ويكون هي غاية حركاتهم النسكية وباعث صلاتهم وصومهم واحتمائهم عن هذه اللذات الفانية لتصلوا إلى أدوم ما يتصورونه لذة ونعيما وأبقاه فهم بالحقيقة من طلاب الدنيا على وجه آكد وأشد من المكبين على هذه الشهوات الفانية وعند أنفسهم أنهم في طلب مرضاة الله والتقرب إليه .
وإذا ثبت وتحقق أن الدنيا والآخرة متخلفان في الجوهر الوجود غير منسلكين في سلك واحد فلا وجه لطلب المكان للآخرة وأنها في أي جانب من هذا العالم .
وصاحب الذوق يتفطن بهذا المعنى من اسم الدار وكفاه صارفا عن ذلك فإن الدار هي المكان والمكان لا يكون له مكان .

567

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست