responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 559


الحسية وأنهارها الملذة وحورها وغلمانها أو القبيحة المؤلمة كجحيمها وحميمها وزقومها إلى غير ذلك من الخلائق والأشخاص التي في الآخرة هل لها مادة تقبل تلك الصورة والهيئة أم لا وعلى تقدير وجودها فما المادة الحاملة لأشخاصها وكمياتها وكيفياتها قلنا : نعم لتلك الصور الأخروية أمر بمنزلة المادة لها يشبه المادة الحاملة لهذه الصور الدنياوية من وجه ويفارقها من وجه أما وجه المشابهة فلكون كل منهما مما يحلها الصور القائمة بها وأما وجه المفارقة فلأجل أمرين :
أحدهما أن المادة الدنياوية إنما يحلها الصور الفائضة عليها لأجل سبق قوة استعدادية انفعالية وسبق حركة متوجهة إلى الكمال الصوري بخلاف الصور الأخروية فإن حصولها لما يقوم بها إنما هو من جهة الفعلية واللزوم لا من جهة القوة والإمكان ومن الجهات الفاعلية لا من الجهات القابلية . أولا ترى أن محل السواد مثلا إذا زال عنه السواد يحتاج في استرجاعه إلى فاعل مباين يفيد السواد لذلك المحل من دون أن يكتفي المحل بنفسه في استرجاع السواد وهذا بخلاف القوة النفسانية فإنها إذا زالت عنها الصور الباطنية ففي استرجاعها إياها وتذكرها لا يحتاج إلى تجشم كسب جديد وإلى مبدأ يحصل منه كما يحصل أولا بل يستكفي في ذلك بذاتها وبما يقوم به ذاتها من الأمور الداخلية وذلك لأن القوة الروحانية من المواد الأخروية التي ينشأ منها الصور من غير كسب جديد ومبدأ منفصل وأسباب اتفاقية خارجية بل الأمر كله هناك لله العلي الكبير .
وثانيهما أن من الأشياء الواضحة بحسب الذوق والتجربة أن كل هيولى يكون ألطف جوهرا وأشد روحانية فإنها تكون أشرف صورة وأجل كمالا ولقبول الصور أسرع انفعالا وأسهل قبولا .
مثال ذلك الماء العذب فإنه لما كان جوهره ألطف من جوهر التراب صار لقبول الطعوم والأصباغ أسرع انفعالا وذلك للطافته وعذوبته وسيلانه وهكذا لما كان الهواء ألطف من الماء وأشد سيلانا صار قبوله للأصوات والروائح أسرع انفعالا وأسهل قبولا وهكذا لما كان الضياء والنور ألطف من الهواء

559

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست