responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 556


وامتناع وجوده لأن المحسوس بما هو محسوس لا حقيقة له أصلا كما أشرنا إليه .
وبيانه على الوجه التفصيلي يطلب منا في مجال أوسع من هذا الذي نحن فيه .
وإن غلبت عليه جهة اللذات الأخروية ورجاء النعماء الأجلية من نكاح الحور والتمكن في القصور مع سرر مرفوعة وأكواب موضوعة وأكل فاكهة ولحم طير مما يشتهون وشراب طهور بآنية من فضة والخوف من عذاب جهنم وتصلية جحيم وشراب الحميم والزقوم ويعمل بمقتضاها من فعل الطاعات البدنية والخيرات والاجتناب عن اكتساب الخطيئات وارتكاب السيئات مع شرائط صحتها من الاعتقادات الشرعية والنيات التي تكلف بها جميع الناس فمآله إلى النعيم والبعد عن الحميم .
وإن غلبت عليه الجهة العقلية وعمل بمقتضاها من اكتساب العقليات المحضة والحقائق اليقينية بالبراهين اللمية الدائمة فمآله الانخراط في سلك الملكوتيين بل القيام في صف أعالي المهيمنين إذا كانت عقائد الحقة مشفوعة بالنيات الخالصة الإلهية مع الزهد الحقيقي عن جميع ما يشغل سره عن الحق وذلك هو الفضل العظيم بمثل ذلك فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ وفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ .
وليعلم أن النية الخالصة عن شوب الأغراض النفسانية مطلقا لا يمكن أن تيسر إلا للطائفة الأخيرة أي الحكماء فالأولى للحكيم والأحرى به أن لا يتوانى عن استعمال الأوضاع الشرعية .
وأما الجهال فلن يحصل لهم باستعمال الأوراد والأذكار الشرعية إخلاص نية وهو المقصود منها .
وليت شعري كيف يتشوقون إلى الدار الآخرة والمبدع الأول وما عرفوهما إلا بالتخيل فأية نفس جمعت المناقب العقلية العملية التي هي معرفة المفارقات والمبادي القصوى والغايات الأخيرة وخصوصا المبدع الأول الذي هو المبدأ والغاية الحقيقيتين بالنهج البرهاني أو الكشف والعملية التي هي العدالة وتسخير القوى الشهوية والغضبية والإدراكية وخصوصا الوهم فقد فازت بالسعادة العظمى في الآخرة وأية نفس ضادت هذه الأفاعيل بالأفاعيل التي هي أضدادها فهي ممتنعة

556

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست