الوجود الخاص ففي الانتهاء يجعل الخلق من الوجود الخاص إلى العدم كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْه ُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ . فإن البدء والرجوع متقابلان كما قيل : النهاية هي الرجوع إلى البداية كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُه ُ . ومن هاهنا ينكشف على العاقل اللبيب أن بحكم البدء كان ينبغي أن يسأل الرب ويجيب الخلق أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى وبحكم المعاد ينبغي أن يسأل الرب ويجيب هو تعالى عن نفسه لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّه ِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ُ . منه المبدأ وإليه المنتهى فالعدم الأول للإنسان هو الجنة التي كان فيها أبونا آدم ع وأمنا حوا اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ والوجود بعد العدم هو الهبوط منها إلى الدنيا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً والعدم الثاني من هذا الوجود هو الفناء في التوحيد وهو جنة الموحدين يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . والمجيء إلى الدنيا من الجنة هو النزول من الكمال إلى النقص والسقوط من الفطرة الأصلية ولا محالة صدور الخلق من الخالق ليس إلا على هذا الطريق . والذهاب من الدنيا إلى الجنة هو التوجه من النقص إلى الكمال والرجوع إلى الفطرة ولا محالة رجوع الخلق إلى الخالق ليس إلا على هذا الطريق الله ُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه ُ ثُمَّ إِلَيْه ِ تُرْجَعُونَ . فالأول هو النزول والهبوط والآخر هو العروج والصعود والأول