responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 547

إسم الكتاب : المبدأ والمعاد ( عدد الصفحات : 531)


الظاهرة واحتبست عن استعمالها والاشتغال بها إما بالنوم أو بتوجهها إلى الجنة العالية بقوة في ذاتها فطرية أو كسبية اغتنمت الفرصة ورجعت إلى ذاتها الملكوتية الفياضة للصور فأصبحت مخترعة للصور مشاهدة إياها بحواسها التي لها في ذاتها بلا مشاركة البدن .
فإن الإنسان في حالة النوم أو الإغماء يبصر ويسمع ويذوق ويشم ويلمس مع أن حواسه الظاهرة معطلة عن إدراكها .
فعلم أن للنفس بصرا وسمعا وذوقا وشما ولمسا في ذاتها من دون الحاجة فيها إلى البدن بل هي أتم وأصفى من التي في البدن إذا لم يكن هذه عائقة للنفس عن استعمالها إياها كما مر ذكره .
وكما أن حواس البدن كلها يرجع إلى حاسة واحدة وهي الحس المشترك فجميع حواس النفس وقواها يرجع إلى قوة واحدة هي ذاتها النورية الفياضة ويصير حال رجوعها من هذا العالم إلى ذاتها إدراكها للأشياء عين قدرتها عليها فيكون علمها فعلا وحسها قدرة . ثم أولا ينظر ولا يتحدس بأن النفس كلما كانت أتم قوة وأقوى جوهرا وأقل مزاحمة ومعاوقة من قواها إما لفتورها وضعفها كما للمجانين والمرضى أو لقوتها خيرة كانت كما للأنبياء والأولياء أو شريرة كما للكهنة والسحرة كانت ملاقاتها للصور العينية ومشاهدتها إياها أقوى وترتب آثار الوجود على صورها المشهودة إلذاذا وإيلاما أكثر مع بقاء تعلقها بالدنيا والبدن وذلك لقوتها بحيث يفي بضبط الجانبين الظاهر والباطن والشهادة والغيب بل الغيب شهادة بالقياس إلى بعض النفوس المستعلية عن القيود البدنية الناقصة عن أذيالها غبار المحسوسات الدنية وهم الذين لا يلتفتون إلى صور هذا العالم ولا ينظرون إلى الدنيا إلا بعين الاحتقار .
ثم إنهم لما كانوا لقوة نفوسهم وعلو منزلتهم بمرتبة لا يشغلهم فيها شأن عن شأن ولا يحجبهم منزل عن منزل ولا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ِ وتذكر الأمور الآخرة فهي كالمبادي العالية ذاتا وفعلا فيقدرون على إيجاد أمور مشاهدية وصور إدراكية حيث يكون إيجادهم عين إدراكهم .
وربما يشغل بعض المكاشفين شهود صور

547

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست