قوله : قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . ثم ذكر دليل الحشر فقال : هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ . . . إلى قوله : كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ انتهى مقالة الإمام الرازي بعبارته وفيها ما فيها . ورابعها قوله تعالى : أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ء أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئوُنَ . قال الإمام الرازي : وجه الاستدلال أن النار صاعدة بالطبع والشجر هابط وأيضا النار نورانية والشجر ظلمانية والنار حارة يابسة والشجر باردة رطبة فإذا أمسك الله في داخل تلك الشجرة تلك الأجزاء النورية النارية فقد جمع بقدرته بين هذه الأجزاء المتنافرة فإذا لم يعجز عن ذلك فكيف يعجز عن تركيب الحيوان وتأليفها وإن الله تعالى ذكر هذه الدلالة في سورة يس فقال : الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ ناراً . واعلم أن الله تعالى ذكر في هذه السورة أمر الماء والنار وذكر في سورة النمل أمر الهواء فقال : أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ إلى قوله : أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه ُ وذكر الأرض في قوله : وَتَرَى الأَرْضَ هامِدَةً . فكأنه سبحانه بين أن العناصر على جميع أحوالها شاهدة بإمكان الحشر والنشر . هذا كلامه وفيه ما فيه . الأمر الثاني من الأمور الدالة على إمكان الحشر ما يستفاد من كلام أئمة التفسير أن الله تعالى يقول : لما كنت قادرا على الإيجاد أولا فلأن أكون قادرا على الإعادة أولى .