responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 529


فقد حرف حكاية المعراج عن ظاهرها وأولها عن مفهوم الأول من غير ضرورة شرعية أو داعية عقلية فهو عندنا مبتدع أو كافر . وبعد التفتيش يظهر أنه من أيهما مخصوصة نعوذ بالله منه ثم إن من الذين مالوا إلى التأويل وأولوا نصوص التنزيل من تشبث في الدليل على فتح باب التأويل فيما ورد في الشرائع من الأقاويل بما أخبره نبينا ع ليلة المعراج من رؤية بعض من سلف ومضى من الأنبياء كعيسى وموسى ويونس بن متى قائلا : إنه لو كان المرئي ذوات هؤلاء الأصفياء ع وأشخاصهم الخارجية لم يمكن تعلق الرؤية بهم لأنهم لم يكونوا موجودين بأشخاصهم العينية في تلك الليلة .
والعجب منه أنه مع كونه عالما بالأصول والقوانين كيف ذهل عن أن خصوصيات المعراج أخبار الآحاد وقد جعل هذا الخبر حجة واعتمد عليها في أمر عظيم من أصول الدين وقاس على هذا في سائر ضروريات الدين وأفتى بما يوجب التضليل من اعتقاد التأويل فيها للمسلمين .
ولا يخفى أن بعد تسليم الصحة في هذه الرواية لا يصح ولا يصلح للتعليل والاستدلال على صحة التأويل في غيرها إذ لمانع أن يمنع صحة التزام مثله في غيرها مما علم ضرورة من الدين صحته ووقوعه .
وربما يوجد في زماننا من قلد هذا الحبر المتين العالم بقواعد الشريعة والدين في عذاب القبر حسبما قرره بوجه لا يرتضيه نبيه النذير المنذر حاصله : أن الذي يراه المقبور في قبره من الحيات والعقارب وسائر أسباب العذاب على ما ورد في الأخبار والآثار إنما هي صور خيالية غير خارجية بل هي كما يراه النائم في منامه مما لا وجود له في الخارج أصلا وكما أن النائم يتألم بما يراه في المنام كذلك الميت والنوم أخ الموت .
ومساق كلامه يشعر بأنه اضطر إلى هذا في دفع الشبهة المشهورة التي أوردها بعض الملحدين المنحرفين عن شريعة المسلمين حيث قالوا إن بعد النبش يظهر سلامة البدن الميت عن العقارب والحيات وسائر ما ورد من أسباب العذاب .
وإنما نحن بفضل الله وتأييده لفي مندوحة عن أمثال هذه الشبهة ونظائرها بما قررنا

529

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست