responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 481


في حقها وإن كانت عقلية صارت بحسبها نافعة في كمالها اللائق فكل اشتغال بأمر شهوي أو غضبي كنكتة سوداء في صفحة مرآة النفس فإذا تكثرت وتراكمت أفسدتها وغيرتها عما خلقت لأجله كتراكم الغبارات والأصدية في المرآة الموجبة لفساد جوهرها وزوال قابليتها لانطباع الصور فيها وإليه الإشارة بما روي من قوله ص من قارن ذنبا فارقه عقل لم يعد إليه أبدا معناه حصل في قلبه كدورة لا يزول أثره أبدا إذ غايته أن يتبعه بحسنة يمحوها فلو أتى بالحسنة لم يتقدم بالمعصية لزاد لا محالة إشراق القلب فلما تقدمت السيئة سقطت فائدة الحسنة لكن عاد القلب إلى ما كان قبل السيئة ولم تزد بها نورا وهذا خسران ونقصان لا حيلة له .
الثالث أن يكون معدولا بها عن جهة الحقيقة المطلوبة فإن نفوس الصلحاء والمطيعين وإن كانت صافية نقية عن المكر والخديعة وسائر الأمراض الباطنية لكنها ليس يتضح فيها جلية الحق لأنها ليست تطلب الحق وليس يحاذي بمرآة قلب أحد منهم شطر المطلوب بل ربما كان مستوعب الهم بتفضيل الطاعات البدنية أو تهيئة أسباب الرواية والنقل والموعظة للعوام وسائر أسباب المعيشة والمعاشرة مع الخلق ولا يصرف فكره إلى تأمّل الملكوت والتدبر في حضرة الربوبية والحقائق الخفية الإلهية فلا ينكشف له إلا ما هو متفكر فيه من دقائق آفات الأعمال وخفايا عيوب النفس إن كان متفكرا فيها أو مصالح المعيشة أو التفقه في الفتاوى إن كان متفكرا فيها .
وإذا كان تقيد الهم بالأعمال وتفضيل الطاعات مانعا عن انكشاف جلية الحق فما ظنك في صرف الهم إلى شهوات الدنيا وعلائقها فكيف لا يمنع من الكشف الحقيقي .
وهذا في مثال المرآة هو كونها معدولا بها عن جهة الصورة إلى غيرها كما إذا كانت الصورة وراء المرآة .
الرابع الحجاب فإن المطيع القاهر لشهواته المجرد الفكر في حقيقة من الحقائق قد لا ينكشف له ذلك لكونه محجوبا عنه باعتقاد سبق إليه منذ الصبا على سبيل التقليد والقبول لحسن الظن يحول بينه وبين حقيقة الحق ويمنع أن ينكشف في قلبه خلاف ما تفقه من ظاهر التقليد .
وهذا أيضا حجاب عظيم به حجب أكثر المتكلمين والمتعصبين

481

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست