responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 479


البدنية من المعاصي الحسية الشهوية والغضبية وإما بحسب الجحود للحق وإنكار العلوم الحقة الحكمية والعصبية باختيار بعض المذاهب والآراء مع محبة الرئاسة وطلب الجاه والتشوق إلى الكمال من دون الوصول إليه .
أما بيان الشقاوة في القسم الأول فهو أن هذه الهيئات الانقهارية والانفعالات البدنية للنفس يمنعها عن الوصول إلى السعادة في الآخرة ومع ذلك فيحدث نوعا من الأذى عظيما لعدم المألوف العادية ووجود ملكة الرغبة إليها وعدم ما يشتغل النفس عن تذكرها وذلك لأن هذه الهيئات قبيحة في نفسها مؤلمة لجوهر النفس مضادة لحقيقتها لكن كان إقبال النفس على البدن يشغلها عن الإحساس بفضيحتها ومضادتها لجوهر النفس والآن إذ زال ذلك الإقبال والاشتغال فيجب أن يحس بإيلامها ومضادتها كما في قوله تعالى :
فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ فيتأذى بتلك الهيئات الردية أشد أذى كما أن من به آفة مؤلمة أو مرض أو له شغل شاغل فينفعل عنه فإذا فرغ من ذلك أحس به .
فهذه بقسميها شقاوة عقلية ونحن بصدد إثبات الشقاوة الجسمانية من النار والجحيم والزقوم وتصلية جحيم في مقابلة السعادة الجسمانية في الفصل التالي إن شاء الله تعالى الله العزيز بتأييده وقوته ولكن لما كانت هذه الهيئات الانقيادية غريبة عن جوهر النفس كما مر وكذا ما يلزمها ويتفرع عنها من الأشباح المعذبة الجهنمية فلا يبعد أن يكون مما يزول في مدة من الدهر متفاوتة على حسب كثرة العوائق وقلتها إن شاء الله تعالى ويشبه أن يكون الشريعة إشارة إلى هذا حيث روي أن المؤمن الفاسق لا يخلد في العذاب .
وأما القسم الثاني من الشقاوة العقلية فهو النقص الذاتي للشاعر بالعلوم والكمال العقلي في الدنيا والكاسب شوقا لنفسه إليه ثم تارك الجهد فيه ليكتسب العقل بالفعل اكتسابا ما فقدت منه القوة الهيولانية وحصلت له فعلية الاعوجاج والصور الباطلة

479

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست