responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 469


الخيرات لأن وحدة الحقة ليست كسائر الوحدات التي يحصل بتكررها الأعداد فلا ثاني لوحدته كما لا مثل لوجوده بل أحديته الصرفة سارية في الكثرات ووحدته الحقة نافذة في مراتب الموجودات جامعة لأنحاء الهويات شاملة لأطوار الإنيات كما قال مولانا أمير المؤمنين ع مع كل شيء لا بمزاولة وغير كل شيء لا بمزايلة فلأجل سعة رحمته وشمول وجوده لا يأبى وجوده الابتدائي وجوده الانتهائي فمنه ينشأ الموجودات في الابتداء وإليه ينتهي الإنيات في الانتهاء فكذلك وحدات الأنوار القاهرة العقلية ظلال لوحدته القيومية لأن العقول الفعالة ليست إلا شؤونه الإلهية وتجلياته القيومية فوحدتها أنموذج لوحدة الحق ولهذا صارت وسائط ظهور الأشياء من المبدإ الأعلى ووسائل رجوع الموجودات إلى الله تعالى .
ثم إنه لا شك أن النظر في العقل الفعال من حيث وجوده في نفسه إنما يليق بالإلهيات وقد ثبت إثبات ذلك بالبرهان وليس النظر فيه الآن من حيث ذاته بل من حيث كونه كمالا للنفس وتماما لها ومن جهة تأثير النفس به وانفعالها عنه والبرهان على وجوده في النفس أن نفس الإنسان في أول صباه بالقوة في الكمال العقلي والوجود المفارقي وإن كانت بالفعل في كونها صورة وكمالا للجسم الطبيعي الآلي ذي الحياة بالقوة من جهة الأفاعيل البشرية والتدابير الإنسانية ثم يصير بالفعل في تصوير الحقائق وإفاضة العلوم وتدوين المسائل وترتيب السياسات العقلية والناموسية وكلما خرج من القوة إلى الفعل فلا بد له من أمر به يخرج إلى الفعل وهذا أيضا لا بد له من سبب يخرجه إلى الفعل إن لم يكن مفطورا على الكمال العقلي مقدسا عن شائبة القوة والنقص الهيولاني ولاستحالة الدور والتسلسل لا بد من الانتهاء إلى كامل بالفعل عاقل فعال مقدس عن النقص والزوال .
وهذا النحو من الوجود معلوم أنه ليس بجسم من الأجسام لأن الجسم لا يكون معقولا بالفعل ولا عاقلا أبدا فلا يكون سببا لما ليس بجسم والكلام في وجود سبب يصير به النفس عقلا بالفعل والمعقول من الجسم صورة عقلية لا يحمل عليه الجسم بالحمل الشائع الصناعي فضلا عما سواه من المعقولات التي ليست بجسم ولا هي

469

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست