responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 466


لنظائرها من مراتب القوة والقدرة للنفس على النحو التعاكس فكلما حصلت للنفس قوة وفعلية حصل للبدن وهن ودثور إلى أن يحيا النفس ويموت البدن .
وهذا الذي ذكرناه لا ينافي الشقاوة الثابتة لبعض النفوس وتعذبهم بالجحيم والنيران التي هي نتائج أخلاقهم وملكاتهم الخبيثة وتبعات أفعالهم وأعمالهم السيئة .
فإذا علمت أن موت البدن إنما هو لازم يتبع استقلال النفس في تجوهرها وجودها ورجوعها إلى نشأتها وعالمها الذي هو غير العالم العنصري والبدن الطبيعي تيقنت وتحققت أن تعلق النفس بعد بوار البدن سواء كان بالأجل الطبيعي أو الاخترامي ببدن آخر مستحيل إذ لو تعلقت لتعلقت إلى نطفة حيوان أو جنين بالضرورة .
وعلى ما اعترفوا به أيضا فيلزم على ما أصلناه من البيان الخلف من عدم التطابق التعاكسي بين مراتب استكمال النفس والبدن على الوجه المذكور .
ولنذكر لتوضيح هذا المقام مثلا مقربا إلى الأفهام فاعلم أن مثال البنية الإنسانية في هذا العالم مثال السفينة في البحر المحكمة الآلة المتقنة الأداة بمن فيها من القوى النفسانية والجنود المسخرة بإذن الله المرتبة أمر هذه السفينة المصلحة حالها فإن سفينة البدن لا تيسر لها السير إلى الجهات إلا بهبوب رياح الإرادات التي يختار صاحبها فإذا سكنت الريح وقفت السفينة عن الجريان بسم الله مجراها ومرساها فكما أنه إذا سكنت الريح التي نسبتها إليه نسبة النفس إلى الجسد وقفت السفينة قبل أن يتعطل شيء من آلاتها ويختل واحد من أجزائها وأركانها كذلك جسد الإنسان إذا فارقته النفس لا يتهيأ له الحركة وإن لم يعدم بعد من آلته شيء ولا ذهب من أعضائه عضو إلا ذهاب ريح الروح منه وانفصالها عنه فقط وبالبرهان حقق أن الريح ليس من جوهر السفينة ولا السفينة حاملة للريح بل الريح حاملها ومحركها ولا يقدر السفينة ومن عليها من الجنود وطوائف القوى المختلفة المذاهب المنتقلة بعضها أو كلها من الفطرة الإسلامية إلى

466

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست