responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 464


بعضها ضرب من القوة العلمية .
ثم إن عجائب أحوال بعض الحيوان كتكبر الأسد وحقد الجمل ورئاسة النحل وسماع الإبل المنسي له مشتهياته يشهد بأن لها نفوسا غير منطبعة ينبغي أن يرتقي إلى الإنسانية . وبالجملة نراها متوجهة نحو كمال مترقية إلى غاية فإن كان لها ارتقاء فإلى الإنسان ثم إلى الملك وإن لم يكن ذلك فغير لائق بالجواد الإلهي منع المستحق عن كماله .
فجوابه أن لكل نوع من الأنواع الحيوانية بل النباتية ملكا هاديا وعقلا ملهما إلى خصائص أفعاله متصلا به نحوا من الاتصال وهو رب طلسمه ومقوم ماهيته ذو عناية بأفراد نوعه واختلافها في الشرف والخسة لأجل اختلاف مباديها وأرباب طلسماتها في شدة النورية وضعفها وقربها من نور الأنوار وبعدها منه وأما على طريقة المشائين فغرائب إدراكات بعض الحيوانات وتحريكاتها إنما يكون بمعاونة قوى فلكية وإلهامات سماوية ويجوز أن يصدر من قوى جرمية بمناسبات مزاجية حركات إدراكية كحال الإبل وتلذذه بالسمعيات وعلى تقدير أن يكون لها نفوس غير منطبعة متوجهة نحو كمال ما تكون كمالاتها لا بد وأن تكون عقلانية غير معلوم فإن كثيرا من الناس ليس لهم في النشأة الآخرة درجة عقلية ولهم مع ذلك لذات وكمالات مثالية وابتهاجات ظنية هي الغاية القصوى من الكمال في حقهم إذ لا شوق لهم إلى العقليات ولا نصيب لهم من الملكوت الأعلى .
إنما المحال منع المستحق عما يستحقه وعن الكمال اللائق في حقه لا الكمال المطلق والخير المحض إذ ربما لم يناسبه ولم يستعده ولا يشتاقه .
ثم على تسليم أن لها استعدادا نحو الكمال العقلي فلا نسلم أن ذلك يستدعي اجتيازها إلى الدرجة الإنسانية وتخطيها إياها فإن الطرق إلى الله وإلى صقع ملكوته لا ينحصر في واحد .

464

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست