responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 412


والمضاهاة مما يحتاج بيانه إلى مجال واسع وقال ص :
أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني فهذه الأحاديث مما يؤذن بشرف النفس وجلالتها وقربها من بارئها قربا بالذات والصفات والمفارقة عن علائق الأجرام وعوائق الأجسام .
وقال روح الله المسيح بالنور المشرق من سرادق الملكوت على نبينا وعليه السلام :
لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها وهذا الحديث شارح لقوله تعالى : يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فإن العود والرجوع إلى الشيء لا يمكن إلا بعد المجيء منه .
وقال أبو يزيد البسطامي : طلبت ذاتي في الكونين فما وجدتها أي أوجدت ذاتي في عالمي الأشباح والأجرام .
وقال أيضا : انسلخت من جلدي فرأيت من أنا فسمى الهيكل جلدا وقشرا وهذا يصرح بأن النفس التي هي اللب غير الجسد الذي هو القشر .
فالنفس الحية الإنسية متى لم يبلغ أهليتها إلى مقام ينسلخ عن جلدها كل يوم مثل نفس الحية الوحشية التي تنسلخ عن إهابها كل عام فليست من الحكمة في شيء .
وقيل : الصوفي مع الله بلا مكان . إشارة إلى تجرد النفس عن المكان للمعية مع من لا يحويه مكان فإن ما مع غير ذي مكان لا يكون ذا مكان . وقيل : الصوفي كائن بائن .
أي النفس موجودة مجردة عن المادة إلى غير ذلك من مقالات هؤلاء الأكابر المجردين عن العلائق المنزهين عن العوائق .
وكلمات هؤلاء الأفاضل في قوة إفادة العلم القطعي بحقيقة النفس أشد وأسد من كثير من حجج أصحاب العقل فإنهم شاهدوا عجائب أحوال النفس وماهيتها وغرائب آثارها بذوق العيان دون مزاحمة البرهان . ولا تستحقرن يا حبيبي خطابات المتألهين ولا تظنن أنها أقل نفعا في إفادة اليقين من حجج أصحاب البحث والبراهين كيف والبرهان معد والواهب للعلم كما مر أمر سوى البرهان فلا يستبعد أن يكفي لطالب

412

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست