responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 406


ثم نقول : لا يخلو إما أن يكون تلك المعاني الأول جواهر داخلة في ذات الإنسان أو أعراضا حالة فيها فإن كانت أعراضا فالعرض لا يستقيم قوامه إلا بمحل جوهري الذات يحله وإن كانت جواهر فمع كونه فاسدا إذ كل مفهوم ذهني فهي من الكيفيات النفسانية ويجوز خلو الذهن عنها فمحلها أولى بالجوهرية فالنفس إذن جوهر .
وأما كونه روحانيا غير جسمانية فيدل عليه أشياء سوى ما ذكرنا منها : أنها محل المتقابلات ولو كانت جسمية لامتنع إدراكها للمتضادين وغيرهما مثل السواد والبياض والعلم والجهل بإدراك واحد معا لأن صورتي الضدين وبالجملة المتقابلين لا يحلان في جسم واحد معا والحال في النفس بخلاف الجسم فإنها مهما حلت فيها صورة أحد المتقابلين وجب ضرورة أن يحل معه فيها صورة المقابل الآخر لأن تعقل المتقابلين يكون معا لاشتمال التقابل على التضايف والمتضايفان يكونان معا في المعقولية .
فثبت أن قابل المعقولات والعلوم من الإنسان جوهر مجرد وهو المطلوب .
ومن شواهد العقلية في مباينة القوة العاقلة للجسم أنه لو كانت جسما لكانت الصورة العلمية إما مفقودة عنها أو تكون لها انفعالات محضة من غير فعل وتصرف إذ ليس للجسم أن يتصرف في الصورة الحالة فيها بالتقديم والتأخير والتركيب والتحليل .
ومن اللطائف التي يوقع طمأنينة في تجرد النفس أن القوة البدنية يتعاون بعضها من بعض ويتقوى بعضها ببعض ولا يكون بينها ممانعة كما بين في الآراء الطبيعية من أن تأليف البدن الحيواني والإنساني حسب تأليف قواه من غير ممانعة ومخالفة فيها بل كل واحدة من الأعضاء وقواها الطبيعية والنباتية والحيوانية في حال الصحة والسلامة إما أن

406

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست