responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 360


الإنساني يشرق ذلك النور في عالم آخر يسمى عند بعض العرفاء بعالم النبوة والولاية نسبته إلى العقل كنسبة العقل إلى الوهم ولا استبعاد فيه .
فإن للإنسان أطوارا متعددة خلقها الله تعالى بعضها فوق بعض كما أن طور الوهم فوق طور الحس وطور العقل فوق طور الوهم وكما يدرك الصبي المحسوسات ولا يدرك المعقولات لأن ذلك طور لم يبلغه كذلك بعض البالغين إلى الكمال الحقيقي يدركون بنور الإيمان الحقيقي أشياء لا يدركها أرباب العقول المتعارفة لعدم بلوغهم إلى هذا المشرب العذب والمقام الشريف والمشرع المنيع الذي أعز من أن يكون شريعة لكل وارد بل لا يطلع عليه إلا واحد بعد واحد .
قال بعض المحققين : إن لجناب الحق صدرا وفي مقدمة الصدر مجال وميدان رحب وعلى أول الميدان عتبة وهي مستقر ذلك الأمر الرباني . فمن لم يكن له على العتبة جواز استحال أن يصل إلى الميدان فكيف بالانتهاء إلى ما وراءها من المشاهدات العالية فثبت أن من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه .
وأين هذه الروح التي معرفتها مقدمة معرفة البارىء من الروح الجسمانية التي غاية معرفتها حفظ صحة البدن وأنى يصادف معرفة البارىء تعالى وملائكته وأحوال النشأة الآخرة في خزانة الأطباء ومن أين للطبيب أن يلاحظ هذه المعاني ويعتني بحفظ صحة الإيمان الحقيقي ودفع الأمراض النفسانية والأخلاق الشيطانية وأنى يجد فرصة تفضل على اشتغاله بالمراهم والمسهلات ومعالجة القروح والحميات بل المعنى المسمى عنده روحا بالإضافة إلى هذا الأمر الرباني كالكرة التي يحركها صولجان الملك بالإضافة إلى الملك .
فمن عرف الروح الطبي وظن أنه أدرك ذلك الأمر الرباني أو غيرها من الربوبيات التي تتوقف عليه كان كمن رأى الكرة فظن أنه رأى الملك ولا شك أنه خطاء فاحش .
فالروح الجسماني مطية تصرفات الأمر الرباني الدراك الفعال في هذا

360

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست