responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 325


فانظر إلى البارىء تعالى كيف خلق السماء معبدا للملائكة المسبحين المهللين ثم جعلها آمنة من الفساد والخلل غير قابلة للأضداد وأمسكها من غير عمد ترونها ومن غير حبل تتدلى بها .
والعجب ممن لا ينظر إلى بيت بنى الله تعالى بنيانه بقدرته وانفرد بعمارته وزينه بزينته ناسيا ربه بسبب نسيان نفسه مشتغلا ببطنه وفرجه ليس له هم إلا هم شهوته أو حشمته غافلا عن بيت الله تعالى وعن الملائكة الذين هم سكان سماواته فلا يعرف من السماء إلا بقدر ما يعرف النملة من سقف بيته وما صنع الصانع فيه ولا يعرف من ملائكة السماوات إلا ما يعرف النملة من نفوس سكان البيت .
ولنعطف عنان الكلام من هذه النمط لأن الغرض إيراد شيء يسير من دقائق عنايته تعالى وصنعه في المخلوقات الظاهرة فإنه لا مطمع لأحد في معرفة دقائق أسرار اللطف والرحمة في هذا العالم وفي ملكوته الأعلى ولا في استقصاء بدائع الصنع في هذه الموجودات التي تلينا في أعمار طويلة لأن علوم العلماء نزر حقير بالقياس إلى معرفة الأنبياء والأولياء وما عرفوه قليل بالإضافة إلى ما عرفه المقربون من الملائكة . ثم جميع علوم الملائكة والجن والإنس إذا أضيفت إلى علم الله تعالى لم يستحق إلى أن يسمى علما بل هو إلى أن يسمى دهشة وحيرة وقصورا وعجزا أقرب لقوله تعالى مخاطبا إلى جميعهم : وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا .

325

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست