responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 296


وليس هو موجودا بل الموجود هو الوجود وذلك المعنى كأنه عكس لذلك النحو من الوجود وحكاية عنه .
والوجودات في ذاتها لا تختلف بالذات إلا بالشدة والضعف والكمال والنقص والتقدم والتأخر .
وتختلف بالعرض بتلك المعاني التابعة للوجودات وهي ماهياتها المختلفة .
وبهذا المعنى وقع في كلام المشائين أتباع المعلم الأول أن الوجود حقائق متخالفة مع تصريحهم بأنه معنى واحد بسيط مشترك في الجميع .
ثم إن كل وجود يكون أقوى وأكمل يحيط بالوجود الذي يكون أضعف وأنقص ويتقدم عليه ويكون علة له ويكون آثاره أكثر وصفاته أكمل حتى أن كل كمال وصفة وفعل يكون في الوجود المعلولي فقد كان في وجود العلي على وجه أرفع وأعلى وأكثر .
فعلى هذا يثبت ويتبين أن الوجود الحق الواجب الذي لا أشد منه ولا أتم يحيط بجميع الوجودات الناقصة الإمكانية ولوازمها وتوابعها ولواحقها وينبعث منه جميع النعوت والصفات الوجودية والأحكام والآثار الكمالية على وجه يليق بعظمته وجلاله من دون تكثر وتغير ونقص وبالجملة جهة مكانية لأنها من لوازم نقصانات الوجود وقصوره فيلاحظ من ذاته بذاته حقيقة الوجود ومراتبه وأحكامها ووجه نظام الخير في الجميع فيتبعه نظام الخير اتباعا يفتقر دركه إلى فطرة ثانية وقريحة مستأنفة .
وهذا الذي ذكرناه أنموذج قليل مما ألهمنيه ربي وجعله قسطي من الحكمة المضنون بها على غير أهلها بعد ما كتبت أوائل هذا المختصر موافقا للطريقة المشهورة .
وقد بسطنا الكلام في تحقيق هذا المذكور وما يتفرع عليه من الأحكام في المواضع اللائقة بها ليطلع عليه من وفق له والله ولي التوفيق والإنعام .

296

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست