responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 281


وثانيهما : أن بعضها أسفل وبعضها أعلى وبعضها حاوية وبعضها محوي .
وذلك يدل على تفاوت الطبائع واختلاف الأنواع لأن الأسفل إن كان من نوع الأعلى لجاز أن يتحرك إلى المكان الأعلى كما يجوز في بعض أجزاء الماء والهواء أن يتحرك الأسفل إلى حيز الأعلى من حيز الماء والهواء . ولو جاز ذلك لكان قابلا للحركة المستقيمة إذ بها يتحرك الأسفل إلى الأعلى أو بالعكس كما في العناصر .
وقد بان استحالة أن يكون فيها قبول تلك الحركة .
الأصل الثاني : أن هذه الأجسام السماوية ليس بعضها علة للبعض بل لا يجوز أن يكون جسم سببا لوجود جسم آخر لما مر سابقا أن تأثير الجسم بمشاركة الوضع من المماسة أو التجاور أو المحاذاة فلا بد من وجود أمر ذي وضع حتى يؤثر الجسم بقوته فيه فإذا لم يكن ثمة موجود استحال أن يفعل الجسم اختراع موجود آخر .
وما يشاهد من حصول بعض العناصر بسبب بعض كتكون النار من الهواء فليس ذلك من فعل جسم في وجود جسم آخر بل مادة الجسم الأول يقبل بالاستعداد الحاصل صورة أخرى حاصلة من فاعل غيرهما .
ثم النار ليست بجسم أول بل هي كائنة من جسم آخر وإنما كلامنا في الأجسام الأولية والسماوات أجسام إبداعية أولية ليست كائنة من جسم آخر فنحو وجودها ليس الأعلى سبيل الإبداع كما مر بيانه .
فإذن ثبت أن الأجسام الأول ليس بعضها علة لبعض .
فإذا ثبت هذان الأصلان فنقول : العقول المجردة كثيرة بل لا يجوز أن يكون عددها أقل من عدد الأجرام الإبداعية السماوية . وذلك لأنها ثبت أنها مختلفة الطبائع فلكونها ممكنة تحتاج إلى علل كثيرة إذ الواحد بجهة واحدة لا يصدر منه إلا واحدة فلا بد من عدد حتى يصدر عن كل واحد واحد وينبغي أن يختلف بالنوع لأن الكثرة بالعدد لا يتصور من نوع واحد إلا بكثرة المادة أو استعداداته كما مر . وما ليس ماديا لو تكثر فإنما تكثر باختلاف النوع بتعدد الفصول المتباينة

281

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست