responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 263


أو أكثر مع اختلاف قوى وطبائع فيه . والبسيط بالقسمة العقلية أيضا ينقسم إلى ما يتأتى منه التركيب وإلى ما لا يتأتى .
ونعني بما لا يقبل التركيب هو الذي له وجود كمالي يمكن له مع بساطته وأصل هويته عبادة الحق وعبوديته وطاعته ومعرفته من غير اكتساب قوة أخرى يحتاج إليها فيها .
وبما يقبل التركيب ما لا يمكن له من حيث هو هو طلب الكمال والوصول إلى شهود الحق وعبادته وعرفانه . أعم من أن يمكنه ذلك بالتركيب كمادة خلقة الإنسان أولا بل خلق للتركيب والخدمة كغيره من المركبات .
فإن الممكن لم يخلق عبثا وهباء بل لأن يكون شاهدا لوجوده تعالى كما أشير إليه في الكتاب الإلهي بقوله : أفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ .
وبالجملة الأجسام العالية صنفان : صنف مختص بقبول صورة واحدة لا ضد لها فيكون حدوثها عن البارىء على سبيل الإبداع لا على سبيل التكون من جسم آخر وفقدها على سبيل الفناء المحض لا على سبيل الفساد إلى جسم آخر .
وهذا هو المراد من قول الحكماء الأقدمين كأفلاطون وغيره من أن الأفلاك خلقت من لا شيء . وقد صرفه العوام من المتفلسفة إلى غير معناه وأمضوا في الإلحاد وأطلقوا القول بقدم العالم .
والصنف الثاني متهيئ لقبول صورة بعد أخرى .
فتارة تقبل هذه بالفعل وتلك بالقوة وتارة بالعكس . فجعلوا الأجسام بعضها أثيرية وبعضها عنصرية بالقسمة العقلية . وسيجئ بيان أن الجسم الأثيري وهو الذي لا يتأتى منه الامتزاج والتركيب أشرف الأجسام وأتقنها وأبدعها وجودا وأعلاها وأنورها وأصفاها كيفية وأفضلها شكلا وأسرعها حركة وأدومها وأبقاها حياة وأشدها قوة .
فإذا تمهدت هذه المقدمات والأصول فلنرجع إلى الفصول .

263

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست