responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 248


لديه لذات القوى الحسية عند لذات القوى العقلية والوهمية . ولذلك إذا خير المرء بين الحلواء والهريسة وبين الاستيلاء على الأعداء وإدراك أسباب الرئاسة والغلبة فإن كان المخير ساقط الهمة ميت القلب جامد القوى الباطنة اختار الهريسة والحلواء .
وإن كان المخير رزين العقل بهي النفس استحقر لذة الطعام بالإضافة إلى ما ينال من لذة الرئاسة والغلبة على الأعداء .
الرابعة أن كل قوة فإنما لها لذة إدراك ما هو قوة عليه إذا كان موافقا لها ولكن يتفاوت اللذات بحسب تفاوت الإدراك والقوى المدركة والمعنى المدرك .
فكلما كانت القوى أقوى في نفسها وأشرف في جنسها كانت لذتها أقوى .
فإن لذة الطعام بحسب قوة شهوة الطعام ولذة الجماع كذلك ولذة العقليات أشرف في جنسها من لذة الحسيات حتى اختار العاقل تلك على هذا .
وكذا كلما كان الإدراك أشد كان اللذة أتم فلذة النظر إلى الوجه الجميل على قرب وفي موضع مضيء أتم من لذته في إدراكه من بعد لأن إدراك الشيء من القريب أشد .
وأيضا كلما كان المدرك أتم في حقه كانت اللذة به والألم منه أكثر .
الخامسة وهي نتيجة المقدمات الماضية أن اللذة العقلية أقوى وأشرف من الحسية لأنها لا تكون إلا في آلات جسدانية وإنما تفسد بإدراك مدركاتها إذا قويت . إذ لذة العين في الضوء وألمها في الظلمة . والضوء القوى يفسدها . وكذا الصوت القوى يفسد السمع ويمنعه من إدراك الخفي بعده .
والمدركات العقلية الجلية تقوي العقل وتزيده نورا . وكيف لا والقوة العقلية قائمة بنفسها لا تقبل التغير والاستحالة والقوة الحسية في جسم مستحيل وأقرب الموجودات الأرضية إلى الأول وأشدها مناسبة هو القوة العقلية من الإنسان كما سيأتي .
وأما إدراك العقل فإنه يفارق الحس من وجوده إذ يدرك الشيء على ما هو عليه من غير أن يقترن به ما هو غريب له وينال حاق جوهره ولب ذاته مجردة عن القشور واللبوسات .
وأما القوة الحسية فلا تدرك إلا الخلطاء ولا ينال إلا المشوبات بغيرها فلا يحس باللون ما لم يحس معه بالطول والعرض والأين وبأمور

248

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست